رينج روفر الطراز الأول
لاند روفر شركة لديها تاريخ فريد من الابتكارات والانجازات، ولكن تبقى رينج روفر المركبة الأهم تاريخيا التي أطلقتها هذه الشركة البريطانية العريقة، وهي واحدة من المركبات الأكثر أهمية في تاريخ السيارات عموما وتاريخ السيارات ذات الدفع الرباعي على وجه الخصوص.
أُطلقت رينج روفر للمرة الاولى في التاريخ في عام 1970 واستمر هذا الطراز طويلا مدة 25 عاما، وتوالت من بعده الأجيال المتلاحقة لنصل اليوم الى الجيل الرابع والأحدث من لاند روفر رينج روفر. الجيل الأول بات الآن يعرف باسم الكلاسيكي، وهو لاقى العديد والعديد من التحسينات والترقيات التي استمرت الى عام 1990.
جاء الإلهام في تصميم رينج روفر من رئيس الشركة الهندسية للسيارات روفر خلال درس مشاريع سيارات جديدة، وكانت الفكرة الأساسية الجمع بين الراحة على كافة أنواع الطرقات بالاضافة الى قدرة سيارات الصالون الفاخرة.
الطراز الاساسي من هذه السيارة كان مجهزا ببابين، مع محرك مؤلف من 8 اسطوانات بشكل V وبسعة 3.5 ليتر تصل قوته الى 135 حصان عند 4750 دورة في الدقيقة، وعزم الدوران 250 نيوتن متر عند 2500 دورة في الدقيقة. تنتقل القوة الى العجلات الخلفية أو العجلات الأربعة عبر علبة تروس يدوية من 4 نسب أمامية.
في الداخل كانت المقاعد الأمامية مجهزة بأحزمة أمان متكاملة وعجلة قيادة ثلاثية الاضلع، وبالنسبة الى الزوائد زودت “رينج روفر 1970” بساعة كينزلي الميكانيكية مع شعار كينزلي في أعلاها، وقداحة سيجار اختيارية، بالاضافة الى الجلود المميزة واستعمال مادة الالومينوم في بعض المكونات.
لمحة عن تاريخ رينج روفر
تمرّ اليوم خمسون عاماً على الكشف عن أول سيارة رينج روفر، ولكن الحكاية لها بدايات أقدم. خلال منتصف الستينات، وفي رهان على تحقيق ثورة في سوق سيارات الدفع الرباعي الآخذ بالنمو، قام المدير الهندسي لمشاريع السيارات الجديدة في شركة روفر للسيارات، تشارلز سبينسر “سبين” كينغ (ابن أخت مؤسسي لاند روفر)، بتقديم خطة للجمع بين الراحة والقدرات الفائقة على الطرقات العادية لسيارة الصالون روفر مع قدرات الطرقات الوعرة في لاند روفر.
بدأ تطوير أول نموذج لسيارة الصالون العائلية بقياس 100 بوصة خلال أواخر الستينات، ليتم إطلاق أول إصدار لوسائل الإعلام حول العالم ويحصل على رضا النقاد في عام 1970.
تتمتع تلك السيارة بمزيج من القدرات المميزة على اجتياز الطرقات السريعة، والطرقات الوعرة، وحتى القطر بأناقة وراحة، ما ضمن لها تحقيق شعبية واسعة على الفور، ووُصفت سيارة كلاسيك الأصلية بأنها “تصميم صناعي نموذجي”، وذلك حين أصبحت أول سيارة تُعرض في متحف اللوفر الشهير في باريس سنة 1971.
وفي البداية كانت سيارات الجيل الأول من رينج روفر (1970 – 1996) متوفرة مع بابين فقط حين بدأ بيعها سنة 1970، وواصلت سيارة كلاسيك تطورها خلال 26 عاماً لتصل إلى تقديم أول إصدار بأربعة أبواب سنة ،1981 وناقل السرعة الأوتوماتيكي سنة 1982، ومن ثم تقديم أول سيارة رينج روفر تعمل بالديزل سنة 1986.
أما سيارات الجيل الثاني من رينج روفر، المعروفة باسم P38A، فظهرت عام 1994، وتم تمييزها على الفور بفضل مظهرها العام المألوف، وسقفها الطافي، وغطاء المحرك الصدفي، والباب الخلفي العملي المقسوم عمودياً، والجوانب الممتدة، وجميعها سمات استمرت حتى يومنا هذا.
كما احتوت هذه السيارة على المزيد من تفاصيل المقصورة الداخلية الفاخرة دون التنازل عن قدراتها على الطرقات العادية والوعرة، كما احتوت نظام تعليق محسّن يتيح تعديل الارتفاع، إلى جانب إصدارات ديزل بسعة 2.5 لتر و3.9 لتر و4.6 لتر من محرك البنزين ثماني الأسطوانات، ليصبح أداؤها أفضل من أي وقت مضى.
كما احتوت سيارات الجيل الثالث من رينج روفر (2001 – 2012) على مجموعة غنية من التحسينات عن سابقاتها على مدار 11 عاماً، وتتضمن الابتكارات الهندسية هيكلاً قاعدياً أحادياً (بدلاً من الإطار السلّمي التقليدي لسيارات الدفع الرباعي) ونظام تعليق مستقل تماماً مع نوابض هوائية مترابطة (في ذلك الحين كانت كل سيارات الدفع الرباعي مزودة بمحور ثابت).
أما التصميم الداخلي لهذه السيارات فكان مستلهماً من اليخوت الفاخرة، والأثاث الراقي، ومقاعد الدرجة الأولى لدى الخطوط الجوية، لتضيف المزيد من المساحة والرفاهية.
في عام 2012، انطلق الجيل الرابع والأحدث من رينج روفر، وكانت أول سيارة رياضية متعددة الأغراض تحتوي هيكلاً خفيف الوزن من الألمونيوم، حيث انخفض وزنها بمقدار 420 كغ مقارنة بسابقتها.
كما احتوت على العديد من الابتكارات الخاصة بالطرقات الوعرة مثل نظام “الاستجابة للتضاريس 2” الأوتوماتيكي ونظام مراقبة التقدم على كل التضاريس، كما تطوّرت لتحتوي محركات “إنجينيوم” كهربائية جديدة ذات كفاءة مرتفعة، ونسخة كهربائية هجينة قابلة للشحن (PHEV) مع احتوائها على التكنولوجيا المبتكرة ضمن أنظمة الأمان ونظام المعلومات والترفيه.
في السنوات الخمس الأخيرة، كانت سيارة رينج روفر SV أوتوبيوغرافي الأبرز بين مجموعة سيارات رينج روفر، ولذلك لكونها أكثر السيارات قوة وإتقاناً في تاريخ رينج روفر. تم إنتاج هذه السيارة من قبل قسم عمليات السيارات الخاصة (SVO) في لاند روفر، ويمكن للعملاء أيضاً أن يختاروا بين طرازي رينج روفر SV أوتوبيوغرافي وSV أتوبيوغرافي ديناميك – والتي تحتوي على محركات جبارة ثمانية الأسطوانات ومقصورة داخلية أنيقة.
عائلة رينج روفر
بعد ثلاثة عقود قضتها في مقدمة السيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV)، تحولت سيارة رينج روفر إلى عائلة سيارات في 2005 مع إطلاق سيارة رينج روفر سبورت، وهي سيارة تحتوي على ما تتميز به سيارة رينج روفر الأكبر حجماً من فخامة وقدرات فائقة، مع شخصية رياضية وقيادة أكثر متعة.
وفي 2010، انطلقت سيارة رينج روفر إيڤوك المدمجة، والتي يتم إنتاجها من أجل العملاء الأصغر سناً والأكثر ارتباطاً بالمدن. وفي 2017، انضم فرد جديد إلى العائلة مع تقديم سيارة رينج روفر ڤيلار، لتملأ الفجوة بين رينج روفر سبورت ورينج روفر إيڤوك، وتستقي هذه السيارة اسمها من أوائل نماذج سيارة رينج روفر. وسّعت رينج روفر ڤيلار من مجموعة منتجات رينج روفر، وتميّزت بتصميمها المبسط ومقصورتها الداخلية الغنية بالتكنولوجيا.