على الرغم من أن شركة بي ام دبليو كانت تشارك بسباقات السيارات منذ عشرينيات القرن الماضي الا انها لم تطور أو تصنع سيارة رياضية حقيقية (أو سوبر كار) للانتاج التجاري الا في نهاية السبعينات. وبعدها بسنوات قليلة بدأت تنتج سيارات رياضية معدلة على قاعدة سياراتها العادية من خلال فرع “ام” المختص بتطوير السيارات الرياضية.
في منتصف السبعينات وقعت بي ام دبليو اتفاقا مع الصانع الإيطالي الشهير لامبورغيني بهدف بناء وتطوير السيارات السوبر رياضية ذات المحرك الوسطي. ولكن اتفاق التعاون هذا لم يعطي النتائج كما هو مخطط، لهذا قررت بي ام دبليو في نهاية المطاف إنتاج سيارتها السوبر رياضية بنفسها وتطوير فرع خاص لهذا النوع من السيارات ومن هنا كانت بداية فرع “أم” الشهير.
وقد كانت النتيجة سيارة “ام 1” الرائعة التي تم تصميمها من قبل المصمم الايطالي الشهير جيوجيارو، وهذا ما يفسر النفس الايطالي الاخاذ الذي كانت تتمتع به هذه السيارة، في حين تم تصنيع وبيع 453 وحدة فقط بين عامي 1978 و 1981. وحتى يومنا هذا، لا تزال “بي ام دبليو أم 1” واحدة من أندر سيارات بي ام دبليووأجملها. كما أنها واحدة من سيارات السباق الأكثر نجاحا للشركة.
في حينها وعند الكشف عنها، لم تكن “بي ام دبليو أم 1” كأي واحدة من سيارات الشركة الأخرى. فمع تصميمها الرائع ومحركها الوسطي الفريد من نوعه كانت تبدو كالسيارات الايطالية أكثرمنها الالمانية في حينه. وبسبب تصميمها ما يزال الكثير من الناس يعتقدون انها من تصميم أو تطوير شركة لامبورغيني.
فقد أبقى جيوجيارو على الشبك الأمامي الخاص ب “بي ام دبليو” ولكنه غير كل شيء اخر في التصميم من الأنف المسطح، الى ارتفاع السيارة المنخفض كثيرا الى المصابيح الأمامية المنبثقة (التي تغلق عند عدم الاستعمال) وثنيات الجسم الناعمة والمصابيح الخلفية الكبيرة الحجم على عكس سيارات السوبركار في السبعينيات مما أعطى “أم 1” منظرا رياضيا رائعا وبنفس الوقت نظرة مستقبلية للسيارات الرياضية.
مقصورة الركاب في “بي ام دبليو أم 1” نموذجية للسيارات الرياضية والفاخرة في حقبة السبعينات. فالمقاعد الرياضية والأبواب من الداخل مغطاة بالقماش والجلد.
ويفصل الكونسول الوسطي الضخم المقاعد حيث يحتوي على حجرة صغيرة للتخزين، وذراع مكابح اليد، وذراع تغيير السرعة الأنيق، ومختلف أزرار ومفاتيح. ولوحة التحكم جاءت بسيطة وعملانية حيث تقدم جميع البيانات الأساسية للسائق، وفي الوسط كمية كبيرة من المفاتيح الخاصة بتكييف الهواء والراديو كاسيت الخ…
محرك “بي ام دبليو أم 1” بسعة 3.5 ليتر – توين كام من ستة اسطوانات متتالية وموجود كما ذكرنا وراء المقاعد. وقد تم تطويره من قبل فرع “أم” الرياضي ويعمل بحقن الوقود من خلال المكربن حيث كانت الاسطوانت منفصلة ومؤلفة من 4 صمامات لكل اسطوانة.
هذا المحرك يولد قوة 273 حصان و 329 نيوتن / متر عزم الدوران، وعلبة التروس من فئة “زد اف” يدوية من خمس نسب أمامية ترسل كل القوة إلى العجلات الخلفية.
التسارع من 0 الى 100 كلم بالساعة يتم خلال 6.5 ثواني وهو رقم اكثر من جيد بالنسبة الى حقبة السبعينيات والسرعة القصوى تصل الى 265 كلم بالساعة. ولم تكن “بي ام دبليو أم 1” أسرع سيارة حينها ولكنها كانت تعتبر المفضلة لدى الكثيرين بسبب سهولة قيادتها وتسارعها واداءها الجيدين جدا.
وقد أطلقت شركة بي ام دبليو سيارة “ام 1” الاختبارية عام 2008 لتكريم هذه الاسطورة ولكن الى يومنا هذا لم تُصدر الشركة أي خلف حقيقي ل “بي ام دبليو أم 1”.