تعود صورة الرؤساء الأمريكيين وهم يحيون الجموع من داخل سيارة كاديلاك ليموزين إلى عهد الرئيس وودرو ويلسون وإلى بداية ظهور هذه السيارة المميزة، ويستمر هذا التقليد ليمتد إلى حقبة تاريخية جديدة في استمرار لتقليد عريق من كاديلاك في توفير سيارات ليموزين للعديد من الرؤساء الأمريكيين.
وتتمتع سيارة كاديلاك ليموزين الرئاسية الحالية بتصميم جديد كامتداد لسيارة DTS ليموزين الرئاسية التي ظهرت في 2004.
وتشتمل السيارة الجديدة على العديد من المميزات التصميمية والتكنولوجية المذهلة التي تشتهر وتتميز بها سيارات كاديلاك الجديدة، وذلك في إطار بنية خاصة لمطابقة المواصفات الدقيقة والمحددة والملائمة للتحركات الرئاسية.
ومن الداخل والخارج، تتضمن كاديلاك ليموزين الرئاسية العديد من العوامل التصميمية المميزة لعلامة كاديلاك.
فالتصميم الأمامي للسيارة يتسم بالصرامة والحداثة والأناقة، ويتضمن الشبك المزدوج المتشابك والذي تشتهر به CTS سيدان الرياضية وإسكاليد، أكثر الطرازات الحالية شعبية من كاديلاك. كما تعكس مصابيح السيارة الأمامية والخلفية عناصر التصميم العمودية المستخدمة في الطرازات الإنتاجية.
وبهدف توفير المزيد من المميزات العملية، كالرؤية الخارجية المثلى، تتمتع السيارة بهيكل عمودي أكثر من سابقتها. ولكن، تشتمل هذه الليموزين الرئاسية الجديدة من كاديلاك على حجم وأبعاد مشابهة للطراز السابق.
ويحظى كل من المظهر الجانبي والخلفي لليموزين الرئاسية الجديدة بتصميم كلاسيكي وأنيق، يذكرنا بطرازات STS و DTS سيدان الفخمة.
وفي داخل المقصورة، تتضمن السيارة أبهى الأمثلة على النهضة الحديثة التي تشهدها كاديلاك في التصميم والتكنولوجيا وحرفية التصنيع.
وتجمع المقصورة بين التصميم الحديث والتقنيات المتطورة وبين حرفية التصنيع الأصيلة، وذلك من خلال التصنيع اليدوي للأجزاء الرئيسية من المقصورة، في أسلوب مماثل للإجراء المستخدم في صناعة طرازات كاديلاك الشهيرة مثل CTS سيدان الرياضية.
وبالطبع، صممت العديد من الجوانب العملية في السيارة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الرئاسية، حيث تحتوي منطقة الركاب الخلفية على مقصورة تنفيذية شاملة ورحابة كبيرة، بالإضافة إلى رؤية خارجية واضحة ومميزات المكتب المتنقل المفيدة.
وتم تصميم السيارة وتطويرها واختبارها من قبل خبراء التزموا بتطبيق مجموعة شاملة من المواصفات.
كما خضعت السيارة لظروف اختبارات صارمة من أجل ضمان أعلى مستوى ممكن من الأداء وتحقيق كافة المتطلبات العملية بحذافيرها.
وخلال تلك الإجراءات، طبقت كافة المعايير الأمنية في جميع الأوقات لضمان المحافظة على السرية التامة للإمكانيات العملية للسيارة.
ويظهر تطريز الختم الرئاسي في وسط إطار ظهر المقعد الخلفي، وعلى كافة الأطر الداخلية للأبواب الخلفية.
كما تم تثبيت الختم الرئاسي على الأبواب الخلفية من الخارج. وعندما يتنقل الرئيس في السيارة، يوضع كل من العلم الأمريكي على الرفراف الأمامي الأيمن، والعلم الرئاسي على الرفراف الأيسر. ويضيء العلمان خلال الليل بواسطة مصابيح تعمل بتقنية LED المتطورة.
تاريخ كاديلاك والرئاسة الأمريكية
منذ بداية القرن العشرين، بدأت كاديلاك في صناعة سيارات ليموزين ومركبات خاصة للرؤساء والدبلوماسيين والسفراء والمبعوثين الخارجيين الأمريكيين، وذلك في تراث عريق تحرص العلامة على الحفاظ عليه اليوم.
وبدأت كاديلاك في القيام بهذا الدور الحيوي خلال الحرب العالمية الأولى، عندما استخدمت العديد من محركات وسيارات كاديلاك في المجال العسكري والحكومي بفضل متانتها وقوتها العالية. وتمثلت إحدى الشخصيات القيادية الأولى لاستخدام إحدى سيارات كاديلاك في الرئيس ويلسون، الذي طاف بالسيارة عبر شوارع بوسطن خلال مسيرة الاحتفال بالانتصار بالحرب العالمية الأولى في عام 1919. كما استخدمت سيارة كاديلاك تاون كار مذهلة طراز 1928 خلال إدارة الرئيس كالفين كوليدج.
وفي 1938، تسلمت الحكومة الأمريكية سيارتين مكشوفتين من كاديلاك، حملتا اللقبين “الملكة ماري” و “الملكة إليزابيث”، أضخم عابرات المحيطات في ذلك الوقت، نتيجة طول السيارتين الذي بلغ 21,5 قدم والوزن الذي وصل إلى 7,660 رطلاً لكل منهما. وجهزت السيارتان بترسانة كاملة من الأسلحة وبنظام اتصالات لاسلكي وبمولدات عالية الأداء. ومن خلال ما تمتعت به السيارتان من متانة واعتمادية، فقد خدمت “الملكتان” كل من الرؤساء فرانكلين روزفلت وهاري ترومان ودوايت آيزنهاور.
وركب الرئيس آيزنهاور، المعروف بعشقه للسيارات، واحدة من أولى طرازات كاديلاك إلدورادو التي أنتجت على الإطلاق، وذلك خلال احتفال تنصيبه في عام 1953. وكانت إلدورادو تمثل علامة بارزة في تاريخ تصميم السيارات، بالإضافة إلى احتوائها على أول زجاج أمامي محيطي، في ميزة سرعان ما طبقت في طرازات إنتاجية جديدة أخرى.
وفي العام 1956، حلت سيارتي الملكة ماري 2 والملكة إليزابيث 2 المكشوفتين محل الطرازين الأصليين. وبالرغم من أنهما كانتا أصغر قليلاً في الحجم، إلا إنهما، كسابقاتهما، كانتا كاملتي التسليح وتحتويان على أحدث أنظمة الاتصالات. وعلاوة على ذلك، جهزت السيارتان بعجلات ضيقة داخل الإطارات، تحسباً لتعرض الإطارات إلى إطلاق الرصاص عليهما. وخدمت سيارتي الملكة ماري 2 والملكة إليزابيث 2 كل من الرؤساء آيزنهاور وجون كينيدي وليندين جونسون. وأحيلت السيارتان للتقاعد في عام 1968.
وتسلمت إدارة رونالد ريغان سيارة كاديلاك Fleetwood ليموزين طراز 1983، وحصلت إدارة ويليام كلينتون الطراز الرئاسي من كاديلاك Fleetwood Brougham في العام 1993. وخلافاً للطرازات السابقة التي كانت بمثابة سيارات كاديلاك يتم تطويرها وتعديلها بواسطة شركات ليموزين مستقلة، تم تصميم وتطوير وصناعة طراز 1993 من سيارة Fleetwood Brougham الرئاسية بالكامل داخل جنرال موتورز وكاديلاك. وتضمن ذلك تطبيق مجموعة شاملة من المعايير الأمنية للحفاظ على السرية، كما هو الحال اليوم.
وفي الوقت الحالي، تتواجد سيارة كاديلاك Fleetwood ليموزين 1983 في مكتبة ومتحف رونالد ريغان الرئاسي في مدينة سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، في حين توجد كاديلاك Fleetwood Brougham 1993 مركز كلينتون الرئاسي في ليتل روك بولاية أركنساس.
وخلال هذا العقد، أنتجت كاديلاك سيارتي ليموزين رئاسيتين لا تزالان في الخدمة. وتتمثل أولاهما في طراز Deville الرئاسي الذي حصل عليه الرئيس جورج بوش في 2001، وفي العام 2004، دشن الرئيس بوش طرازاً جديداً من DTS الرئاسية. وكان ذلك بمثابة الاستخدام الأول للتصميم الجديد الذي أطلق في أواخر ذلك العام لتطبيقه في إنتاج سيارة DTS سيدان كبيرة الحجم.