أعلنت شركة رولز-رويس موتور كارز اليوم عن تقاعد رئيسها التنفيذي تورستن مولر-أوتفوش في 30 نوفمبر 2023، على أن يخلفه كريس براونريدج، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة BMW في المملكة المتحدة.
انضم تورستن إلى شركة رولز-رويس موتور كارز في العام 2010، وشغل منصب الرئيس التنفيذي لأطول ولاية في تاريخ الدار التي أبصرت النور عندما جمع كلود جونسون تشارلز رولز بهنري رويس في العام 1904.
وقد علّق تورستن على هذا الإعلان، قائلاً: “كان من دواعي سروري تولّي دفة القيادة في رولز-رويس في إطار منصبي كرئيس تنفيذي لما يناهز 14 عاماً. ولا شك في أنّ مسيرتي بين ربوع الشركة كانت مغامرة حقيقية ساهمتُ خلالها في الارتقاء بالدار إلى مصاف العالمية وترسيخ مكانتها المرموقة في السوق اليوم، بصفتها داراً متميّزة للابتكارات الفارهة. أنا فخور كلّ الفخر بالدور الذي اضطلع به فريقي الاستثنائي تحت قيادتي، بحيث ساهم بشكلٍ كبيرٍ في دعم اقتصاد المملكة المتحدة والترويج لقدرة بريطانيا على إنتاج أفضل المنتجات الفاخرة في العالم.”
وفي هذا السياق، علّق أوليفر زيبسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة BMW، قائلاً: “تُشكّل رولز-رويس موتور كارز مصدر فخر لمجموعتنا. ولا يختلف اثنان على أنّ تورستن ساهم في الارتقاء بالعلامة إلى دار عالمية المستوى عنوانها الفخامة والرُقي، متسلّحاً بروحه القيادية المتميزة والتزامه الراسخ ورؤيته الواضحة وقدرته الاستثنائية على بناء فريق قوي وفعّال، ونتمنّى له كل التوفيق في مساعيه المستقبلية.“
تحوّلت رولز-رويس، تحت قيادة تورستن، من شركة رائدة في تصنيع السيارات إلى دار متميّزة للابتكارات الفارهة، ولاقت استحساناً عالمياً واسعاً بفضل سياراتها المبهرة وقدرات فريق بيسبوك الهائلة وفهمها العميق لاحتياجات عملائها الدوليين وأذواقهم ورغباتهم.
وسرعان ما تُرجم هذا التحوّل الكبير إلى زيادة ملحوظة في أرباح الشركة، بحيث ارتفعت المبيعات السنوية من حوالي 1000 سيارة في العام 2009 إلى أكثر من 6000 سيارة في العام 2022. والأهم من ذلك هو أنّ كلّ سيارة رولز-رويس تغادر المصنع التابع للشركة في غودوود في غرب ساسكس، هي سيارة فريدة من نوعها تم تصميمها بحسب رغبات العميل الذي طلبها بمزايا خاصة.
أمسَت رولز-رويس شركة رائدة في قطاع السيارات الفاخرة بلا منازع، إذ تصبّ جام تركيزها على تصنيع سيارات مميزة بحسب الطلب، بالاعتماد على البراعة الحِرفية وروح الإبداع، والابتكار، والمهارات الفنية والتقنية. فخلال ولاية تورستن، أنتجت العلامة بعضاً من سياراتها الأكثر تميزاً التي تخلّدت في صفحات تاريخها، ومنها سيارات صُمّمت بالاشتراك مع كبار الفنانين ومصممي الأزياء والدور الفاخرة حول العالم. ويتجلّى التصميم حسب الطلب بأبهى حُلله في قسم كوتشبيلد التابع للشركة والذي نسف قيود صناعة سيارات الكوتشبيلد التقليدية وارتقى بها إلى آفاق جديدة تواكِب العصر الجديد في العام 2017، وقد بدَت جليّةً في سيارة دروبتيل المبهرة الأخيرة التي تم الكشف عنها في شهر أغسطس.
عندما تولى تورستن منصبه، كان المصنع في غودوود ينتج طرازين فقط هما فانتوم وغوست. فيما طرحت رولز-رويس، تحت قيادته، ثلاث سيارات جديدة هي رايث، وداون، وكالينان التي تُعتبر أول سيارة دفع رباعي في تاريخ العلامة. كما أطلقت هذا العام سيارة سبيكتر، أوّل سيارة كوبيه كهربائية فائقة الفخامة في العالم، التي سجّلت بداية مسيرة الدار نحو سيارات كهربائية بالكامل بحلول نهاية العام 2030. هذا وقد شهد تورستن على تصميم وإطلاق سيارة بلاك بادج الأكثر جرأةً وتمرّداً والتي عكست وجهاً آخر من علامة رولز-رويس وجمعت حولها قاعدة جديدة من العملاء.
تنطوي العوامل المساهِمة في نهضة الشركة ونجاحها المتواصل على السيارات الجديدة التي انضمت إلى محفظتها، وخطة توسيع قسم بيسبوك، إلى جانب التحوّل الاستراتيجي إلى قطاع السيارات فائقة الفخامة، بحيث اجتذبت الدار جيلاً جديداً من العملاء. فقد بلغ متوسط سعر سيارات رولز- رويس في العام 2010 حوالي 250 ألف يورو فيما بلغ متوسط عمر العملاء 56 عاماً. أما اليوم، فتضاعف متوسط سعر السيارات ليصل إلى حوالي 500 ألف يورو، وانخفض متوسط عمر العملاء ليسجّل 43 عاماً.
تنضوي استراتيجية العلامة التجديدية تحت راية خطة إعادة صياغة قطاع السلع الفارهة على نطاق واسع طوال العقد الماضي. وقد بيَّن تورستن، في إطار منصبه القيادي، استعداده للمشاركة في هذا التغيير وقيادته، بهدف تبنّي عقلية وتكنولوجيات جديدة انطلاقاً من فهم العلامة العميق لأذواق عملائها ورغباتهم. ويتجلى ذلك في التزام رولز-رويس بتقريب العلامة من عملائها حول العالم، من خلال افتتاح بوتيكات خاصة جديدة وطرح تطبيق ويسبرز الحصري لأصحاب سيارات رولز-رويس المُصنّعة في غودوود.
وفي السياق نفسه، علّق تورستن، قائلاً: “لقد سُعدت حقاً بتمضية وقتي، سواء شخصياً أم افتراضياً عبر تطبيق ويسبرز، مع عملائنا الملهمين الذين يُشكّلون ركيزة العلامة، واستقيت الدروس من هذه التجارب التي أكسبتني إدراكاً واضحاً وعميقاً لمفهوم الفخامة على الصعيد العالمي”.
يُترجم النجاح الباهر الذي حققته شركة رولز-رويس تحت قيادة تورستن بمساهمة قدرها أكثر من نصف مليار جنيه إسترليني في اقتصاد المملكة المتحدة كل عام. كما تُعتبر إحدى أكبر شركات التوظيف في غرب ساسكس، بحيث زاد عدد أعضاء الفريق الاستثنائي الذي يعمل في دار رولز-رويس في غودوود من حوالي 300 موظف إلى أكثر من 2500 موظف من أكثر من 50 جنسية.
وعلّق تورستن على إعلان الدار اليوم، قائلاً: “أنا على يقين بأنّ الشركة على أهبة الاستعداد لاستقبال المرحلة المقبلة واغتنام الفرص التي تحملها في طيّاتها. ولقد قدّمنا مؤخراً خططنا لتوسيع موقع غودوود بهدف إنتاج المزيد من السيارات الكهربائية وتلبية الطلب المتزايد على سيارات بيسبوك وكوتشبيلد. فهذه الجوانب من أعمالنا تميّزنا عن سائر الشركات في القطاع وأنا فخور جداً بها.”
“ها أنا أغادر شركة رولز-رويس موتور كارز، وأتطلع إلى خوض تحديات مهنية جديدة وزيارة أروع الوجهات حول العالم لصيد السمك بتقنية الصنارة الطائرة وأتمنى كل التوفيق لكريس براونريدج الذي سيستلم الشعلة بعدي في هذه الدار المرموقة، وسيقود الفريق الذي بنَيناه على مدى السنوات الأربعة عشرة الأخيرة والذي يضم بعضاً من أصحاب المواهب الأكثر تفانياً وابتكاراً في قطاع السيارات الفاخرة. وأنا على ثقة بأنّ هذا الفريق سيضع يده بيد الرئيس التنفيذي الجديد، ليحقّق إنجازات مبهرة ستُحفر في تاريخ شركةٍ استثنائية.“
يشغل كريس براونريدج، منذ العام 2021، منصب الرئيس التنفيذي لشركة BMW في المملكة المتحدة وسينتقل إلى المنصب نفسه في شركة رولز-رويس موتور كارز. وقد علّق أوليفر زيبسي على هذا التعيين، قائلاً: “إنّ كريس براونريدج هو محترف متمرّس يتمتع بخبرة واسعة في المجال وبسجل حافل بالإنجازات. وأنا على ثقة بأنّه سيتسلّح بالنجاح الباهر الذي حققته الدار وسيقود شركة رولز-رويس موتور كارز نحو مستقبل كهربائي بالكامل.”
تجدر الإشارة إلى أنّ كريس يتمتّع بخبرة واسعة في مجال المبيعات والتسويق، حيث أمضى ما يقارب 30 عاماً لدى مجموعة BMW التي انضم إليها كخرّيج جديد في العام 1995. وقبل توليه منصبه الحالي كرئيس تنفيذي، كان عضواً في مجلس الإدارة في المملكة المتحدة وشغل مناصب مختلفة منذ العام 2011، بما يشمل مدير المبيعات ومسؤول التسويق في شركة BMW في المملكة المتحدة، والمدير الإقليمي لشركة MINI في المملكة المتحدة وإيرلندا.
وقد علّق كريس على منصبه الجديد، قائلاً: “يشرّفني ويسعدني تولي منصبي الجديد لدى شركة رولز-رويس موتور كارز. ففرصة قيادة هذه العلامة البريطانية العظيمة في هذا الفصل الجوهري من تاريخها العريق هي امتياز حقيقي. لا شكّ في أنّ رولز-رويس هي إحدى أشهر العلامات وأكثرها تأثيراً في العالم، وأنا أدرك المكانة المرموقة التي تتمتّع بها والاحترام الهائل الذي اكتسبته بفضل منتجاتها المبهرة وعلاقاتها الوطيدة مع عملائها وفريقها الاستثنائي الذي سأنضم إليه قريباً. كما أعي أهمية التراث العريق الذي نفتخر به، وأدرك أنّ كل ما نقوم به يزيده ثراءً.”
“أنا محظوظ جداً لأنني أستلم الشعلة من تورستن وأخلفه في منصب الرئيس التنفيذي. فبفضل رؤيته الواضحة وخطته الطموحة التي نفّذها على مدى 14 عاماً، وصلت رولز-رويس موتور كارز إلى ما هي عليه اليوم وباتت مستعدّة لمستقبلٍ مشرقٍ. أخيراً، يُسعدني أن أكون إحدى شخصيات قصة رولز-رويس الأسطورية وأتطلع إلى خوض التحديات التي ستواجهنا واغتنام الفرص التي تخبّئها لنا المرحلة القادمة”.