بورش 911 الجيل الثاني (930)

طوال عقود من الزمن، استأثر طراز 911 بمكانة سامية اعتُبر بموجبها قلب بورش النابض. قلّة من السيارات حول العالم تتمتع بتاريخ طويل من العراقة والتقاليد والاستمرارية مماثل للذي تزخر به 911.

تابعونا على واتساب
تابعونا على تيليجرام

فمنذ تقديمها في معرض فرانكفورت للسيارات كطراز “تايب 901” Type 901 في شهر سبتمبر من العام 1963، أشعلت هذه السيارة حماس عشاق السيارات حول العالم، إلى أن باتت اليوم سيارة رياضية مثالية ومعياراً رائداً تقاس به منافساتها، ومرجعاً رئيسياً لطرازات بورش كافة.

فكلّ سيارة بورش، من “كايان” Cayenne إلى “باناميرا” Panamera، هي الأكثر ديناميكية ورياضية ضمن فئتها، ولا بدّ من أن تجد جزءاً من فلسفة 911 فيها. أنتجت بورش ما يزيد عن 820,000 سيارة من طراز 911، ما يجعلها أنجح سيارة رياضية في العالم. وأعاد مهندسو “تزوفنهاوسن” و”فايساخ” ابتكار 911 في كلّ جيل من أجيالها، مُبرهنين للعالم أجمع مراراً وتكراراً قدرة الابتكار الفذة التي تفتخر بها بورش.

تابعونا على وسائل التواصل
X Google Quora

وخلافاً لغيرها من السيارات، تجمع 911 صفات متناقضة، مثل الأداء الرياضي والعملية أثناء الاستخدام اليومي، التقاليد والابتكار، الطابع الحصري والقبول الاجتماعي، بالإضافة إلى التصميم والعملية الوظيفية في آنٍ معاً.

لذلك، لا عجب أن يكتب كلّ جيل من السيارة قصة نجاح خاصة به. وقد وصف “فيري بورش” مزايا 911 الفريدة بجملة شهيرة: “911 هي السيارة الوحيدة التي تستطيع قيادتها في رحلة سفاري في أفريقيا أو سباقات ’لومان” Le Mans، والتوجّه بها إلى المسرح أو قيادتها في زحمة مدينة نيويورك.”

ولم ينحصر تألق بورش 911 بخطوطها الكلاسيكية والفريدة فحسب، إذ لطالما تميّزت هذه السيارة بتقنياتها المتطورة. في هذا السياق، تمّ ابتكار العديد من الأفكار والتقنيات التي اعتُمدت في 911 للمرة الأولى على حلبات السباق.

لقد كانت 911 ملتزمة بمبدأ الأداء المتقدم منذ البداية، واعتمدت رياضة السيارات كأهم مختبر تجارب لها. لذلك، جالت السيارة على حلبات السباق حول العالم منذ بداية عهدها، وذاع صيتها كسيارة مرنة واعتمادية قادرة على تحقيق الانتصارات، ما أتاح لطراز 911 الاستئثار بثلثي انتصارات بورش في السباقات لغاية اليوم، والبالغ عددها أكثر من 30,000 انتصار بالتمام والكمال.

موضوع مقالنا اليوم هو بورش 911 (930) الجيل الثاني والذي يعتبر الأنجح على الاطلاق، فبعد عشرة أعوام على تقديمهم الجيل الأول، أعاد مهندسو بورش تطوير 911 بالكامل لتُعرف باسم “طراز جي” G-model. وقد عمّر هذا الجيل الجديد من 911 أكثر من أي جيل آخر، من العام 1973 وحتى 1989. امتاز طراز “جي” بمصدّين ممتدّين لافتين، تلبية لمتطلبات سلامة الاصطدام الأمريكية المفروضة حديثاً.

كما تضمّن مساند رأس مدمجة وأحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت كتجهيز قياسي لتعزيز سلامة الركاب. وفي العام 1974، وصلت “جي” إلى إحدى أبرز المحطات في تاريخ 911، التي تمثّلت بتقديم أول طراز “911 توربو” 911 Turbo مزوّد بمحرك سعة ثلاثة ليترات بقوة 256 حصاناً مع جناح خلفي لافت. ونظراً للتوليفة الفريدة من الفخامة والأداء المتقدم التي زخرت بها السيارة، باتت “توربو” مرادفاً لسحر علامة بورش التجارية.

وفي العام 1977، ارتقت بورش بأداء توربو إلى مستوى أسمى، مع طراز “911 توربو 3.3” 911 Turbo 3.3 الذي زُوّد بمبرّد للهواء المشحون، باتت على إثره هذه السيارة الأفضل أداءً ضمن فئتها مع قوة تبلغ 296 حصان.

أما على صعيد محركات السحب العادي، فقد استبدلت “911 كاريرا” 911 Carrera طراز “إس سي” SC في العام 1983، وزُوّدت بمحرك سعة 3.2 ليتر بقوة 228 حصاناً، لتصبح قبلة أنظار عشاق اقتناء السيارات.

كما بات بمقدور محبي القيادة في الهواء الطلق الحصول على هذه النسخة من 911 بسقف مكشوف في العام 1982. ومع تقديم “911 كاريرا سبيدستر” 911 Carrera Speedster في العام 1989، اشتعلت ذكريات عشاق بورش بحنين عميق إلى طراز 356 الأسطوري في فترة الخمسينيات.

بورش 911 الجيل الثاني (930)

Tagged . Bookmark the permalink.