فينفاست VinFast، وهي شركة فيتنامية رائدة في مجال تصنيع المركبات الكهربائية، أثارت ضجة على الصعيد العالمي بصعودها بالغ السرعة، وهذه الشركة الناشئة، التي تدل على القوة الاقتصادية المزدهرة في فيتنام، تضع نصب عينيها الآن سوق المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط.
ميناء هاي فونج، الذي كان ذات يوم رمزًا لحرب اندلعت منذ زمن طويل، أصبح رمزًا بارزًا لنمو فيتنام الاقتصادي السريع، ولكن لهاي فونج دلالة أكثر عمقًا حيث إنه مقر شركة VinFast، وهي أول شركة تصنيع سيارات محلية في فيتنام ذات طموحات عالمية.
شركة VinFast تابعة لمجموعة Vingroup، وهي أكبر مجموعة شركات في فيتنام، ولا تتميز VinFast بكونها أول شركة لصناعة السيارات في فيتنام فحسب، بل إنها أثبتت نفسها أيضًا كشركة رائدة في ثورة تصنيع المركبات الكهربائية.
صعود VinFast السريع
تأسست VinFast بفضل رؤية وطموح فام نات فونج وهو أغنى رجل في فيتنام ومؤسس Vingroup. يشتهر فونج بحسمه، وقد أنشأ شركة تصنيع السيارات في عام 2017.
أنتجت VinFast ثلاثة طرز من السيارات التي تعمل بالبنزين، ثم اتخذت خطوة جريئة وهي أن تجعل كل المركبات التي تنتجها كهربائية، وقدمت الشركة أولى مركباتها الكهربائية للعملاء الفيتناميين في ديسمبر 2021، وهو إنجاز رائع تحقق في أقل من خمس سنوات.
يُعزى تطور VinFast السريع إلى شدة تركيز فونج وشراكاته الإستراتيجية، واستفادت Vingroup، بمواردها الهائلة والمتعددة، من خبرتها في مجال البناء والتطوير العقاري لإنشاء شبكة محطات شحن وطنية، وسرعت VinFast خطى تطورها بعقد شراكات مع بعض من أبرز الشركات العالمية في مجال تصنيع السيارات مثل BMW وPininfarina.
لكن لماذا المركبات الكهربائية؟ قال فونج ذات مرة إن مؤسسة كبيرة وناجحة مثل Vingroup يجب عليها المساهمة في وطنها عن طريق إنشاء علامة تجارية عالية الجودة قادرة على التنافس مع أفضل شركات تصنيع السيارات في العالم.
أعلن فونج أيضًا في حوار نُشر له مؤخرًا في مجلة بلومبرج أن “VinFast ليست مجرد مشروع تجاري، بل إنها مشروع ولاء وطني”.
رحلة الى الغرب
ثبت أن النجاح المحلي الذي حققته VinFast مبدئيًا كان مجرد نقطة انطلاق لها. في عام 2022، وصلت أولى مركبات VinFast VF 8 إلى شواطئ أمريكا الشمالية، وفي العام التالي، صارت VinFast شركة مدرجة في البورصة عندما ظهرت لأول مرة في بورصة ناسداك. كتب أحد الخبراء أن غزو VinFast الجريء للسوق الأمريكية “يوضح مكانة فيتنام الصاعدة في الاقتصاد العالمي”.
استهداف العمل في الشرق الأوسط
لا تركز VinFast فقط على أمريكا الشمالية حيث إنها تتوسع أيضًا في آسيا وأفريقيا وكذلك في الشرق الأوسط الذي يتزايد فيه الوعي البيئي ويطمح إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري، ويُعد لذلك سوقاً واعدةً للغاية لاستخدام المركبات الكهربائية.
يتجلى هذا الأمر في الأهداف الطموحة التي وضعتها دول مثل الإمارات العربية المتحدة، والتي تسعى إلى أن يكون 50٪ من مركباتها كهربائية بحلول عام 2050. علاوة إلى ذلك، استثمارات المملكة العربية السعودية في إحدى شركات تصنيع المركبات الكهربائية الأمريكية تسلط الضوء بشكل أكبر على التزام منطقة الشرق الأوسط بالتحول إلى التنقل باستخدام مركبات كهربائية.
يفتح شباب الشرق الأوسط الأثرياء أيضًا مجالًا لإنشاء سوق مربحة للمركبات الكهربائية التي تنتجها VinFast، وتتوقع شركة Mordor Intelligence أن تشهد سوق السيارات الكهربائية في المنطقة معدل نمو سنويًا مركبًا يبلغ 23.20% بين عامي 2024 و2029 ليصل إلى 9.42 مليار دولار أمريكي.
بدأت VinFast بالفعل في التمهيد للعمل في المنطقة حيث إنها أبرمت في سلطنة عمان شراكة مع بهوان لتجارة السيارات لتوزيع مركباتها الكهربائية، ووقعت في دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية وكالة حصرية مع شركة الطاير للسيارات، وأنشأت مؤخرًا مقرًا إقليميًا لها في دبي.
يمثل دخول VinFast في الشرق الأوسط خطوةً جديدةً في مسيرة التوسع العالمي للعلامة التجارية وتحول المنطقة نحو النقل المستدام. سيتضح بمرورالوقت ما إذا كانت VinFast ستكرر في الشرق الأوسط النجاح الذي حققته محليًا، لكن هناك بوادر مبشرة بالخير.