لو كانت تستطيع الكلام لوصفت نفسها بنفسها. انها السيارة الأميركية الرياضية والصاروخية التي تتباها بمحركاتها، سيارة الزمن الذهبي التي عرفت بفئاتها السوبر الرياضية وأغنت شركة شيفروليه بالشغف والقوة، انها صاروخ أرض أرض انها “شيفروليه كورفيت”.
أول ظهور ل “شيفروليه كورفيت” كان في معرض “جنرال موتورز” في “مونتانا – نيويورك” سنة 1953. واحتفلت ’كورفيت‘ مؤخراً، التي تُعتبَر واحدة من أكثر الأسماء تقديراً ضمن فئة سيارات الأداء العالي، بمرور 67 سنة على إطلاقها، مما يجعلها سيارة الركّاب الأطول عمراً مع إنتاجها المستمر.
وكانت قد دخلت أول ’كورفيت‘ رياضية مرحلة الإنتاج في مصنع فلينت بولاية ميشيغان الأمريكية بتاريخ 30 يونيو 1953. وعلى مدى أكثر من ستة عقود مضت، قامت ’شفروليه‘ بصنع نحو 1.75 مليون ’كورفيت‘ طوال فترة حياة هذا الطراز. لكن الأهم هو أن ’شفروليه‘ دفعت دوماً بحدود الابتكار لتوفير تقنيات متطوّرة تولّد أداءً غير مسبوق، وقد تتوَّج هذا مع ’كورفيت ستينغراي‘ للعام 2020 التي تُعدّ أول ’كورفيت‘ على الإطلاق بمحرّك وسطي.
لكن أين بدأت القصّة؟ نذكر أن ’كورفيت‘ الأساسية ظهرت للمرّة الأولى كسيارة نموذجية في معرض ’جنرال موتورز موتوراما‘ بمدينة نيويورك يوم 17 يناير 1953. وبفضل تصميمها المستقبلي وأدائها الواعد، لاقت السيارة الكثير من الثناء من الجمهور والنقّاد على حد سواء. وهذا دفع ’جنرال موتورز‘ لإطلاق نسخة إنتاج محدودة من 300 سيارة ’كورفيت‘ بعد شهور قليلة. والباقي، كما يقال، أصبح من الماضي!
المثير في الموضوع هو أن كافة طرازات العام 1953 كانت بلون بولو الأبيض مع مقصورة حمراء، وقد بلغ سعرها حينها 3,498 دولاراً أمريكياً. ونظراً لجاذبية الجيل الأول من ’كورفيت‘، تم في مزاد علني سنة 2006 بيع ثالث ’كورفيت‘ من إنتاج 1953 بسعر قياسي في ذلك الوقت بلغ 1.06 مليون دولار، مما يشير إلى الشغف الكبير الذي تحظى به بين أوساط عشّاق العلامة التجارية.
وعلى الرغم من أن ’شفروليه كورفيت ستينغراي‘ الجديدة كلّياً تتبع أسلوباً مختلفاً مع تصميم بمحرّك V-8 في موقع وسطي، كانت ’كورفيت‘ الأساسية متوفرة حصرياً مع محرّك سداسي الأسطوانات بخط مستقيم حتى سنة 1955.
إلا أن ’شفروليه‘ وفرت اختيارياً محرّك V-8 جديد كلّياً ذي كتلة صغيرة، وقد تم طلب هذا الطراز من قِبَل سبعة عملاء فقط. بعدها توفرت ’كورفيت‘ بشكل حصري مع محرّك V-8 منذ العام 1956.
هناك حقيقة مميّزة أخرى حول ’كورفيت‘ وهي أنها قد جرى إنتاجها فقط كسيارة مكشوفة على مدى السنوات العشر الأولى من عمرها. أما طراز ’ستينغراي‘ الكوبيه الأيقوني بالسقف الثابت والنافذة المنفصلة، فقد تم إنتاجه سنة 1963 مع الجيل الثاني من ’كورفيت‘. وكما كان متوقَّعاً، أدّى هذا إلى ارتفاع كبير بالمبيعات، حيث تم بيع تقريباً عدد مضاعف من السيارات الجديدة.
جرى إنتاج حوالي 1.75 مليون سيارة ’كورفيت‘ منذ 30 يونيو 1953. ولمزيد من التفاصيل، تم صنع سيارة ’كورفيت‘ الرقم 500,000 في العام 1977، وتلك الحاملة للرقم مليون في العام 1992، والرقم 1.5 مليون في العام 2009 – وهذا يشير بوضوح إلى مستوى الإقبال الذي تلقاه السيارة.
لكن في 1983 لم يتم بيع أي سيارة ’كورفيت‘ للجمهور، إذ جرى تخطّي طراز ذلك العام تحضيراً لسيارة ’كورفيت‘ الجديدة كلّياً لسنة 1984، والتي تم معها إطلاق الجيل C4. إلا أنه تم صنع 44 سيارة ’كورفيت‘ نموذجية للعام 1983 ويبقى منها للآن واحد فقط وهو معروض في ’متحف كورفيت الوطني‘ في بولينغ غرين.
ومع الوصول إلى ’كورفيت ستينغراي‘ الحالية، نشير إلى أن أول ’شفروليه كورفيت‘ بمحرّك وسطي تخرج عن خط الإنتاج قد بِيعَت بسعر قياسي بلغ 3 ملايين دولار عبر شركة ’باريت-جاكسون‘ للمزادات، مع منح الإيرادات إلى ’صندوق ديترويت للأولاد‘ كي تستفيد منه المدارس الحكومية منخفضة التمويل في ديترويت. وقد فاز في هذا المزاد ريك هندريك، مالك فريق ’ناسكار‘.
ترتكز ’ستينغراي‘ للعام 2020، وهي أول ’كورفيت‘ بإنتاج عام مع محرّك وسطي من العلامة التجارية، على الإرث العريق لهذه السيارة الرياضية الأيقونية، لكن أُعيد تخيّلها لتوفير أداء أعلى وتقنيات أفضل، بالإضافة لمستويات أرقى من الحِرَفية اليدوية والفخامة. كما إنها أيضاً أسرع وأقوى ’كورفيت ستينغراي‘ جرى ابتكارها على الإطلاق.
ويقول تادج جوتشر، كبير مهندسي ’كورفيت‘: “تمحورت مهمّتنا حول تطوير نوع جديد من السيارات الرياضية بحيث تجمع المزايا الناجحة لسيارة ’كورفيت‘ مع أداء وتجربة قيادة السيارات الرياضية بالمحرّك الوسطي.”
على مدى السنوات السبع والستين الماضية، أصبحت ’شفروليه كورفيت‘ تمثّل المزايا الأمريكية من ناحية التصميم والأداء والقوّة التقنية والقدرة على الإنجاز. ومثلما هو حال الجيل الأول من ’كورفيت‘، تُعدّ ’ستينغراي‘ للعام 2020 رائدة فعلاً وتتوِّج العائلة عبر تصميم بمحرّك وسطي في طرازيها الكوبيه والمكشوف. وهي سيارة أعادت تعريف أداء السيارات حول العالم وتتابع القيام بهذا ببراعة عالية مع قيمة استثنائية للمال.
أجيال كورفيت
وتلاحقت الأجيال الناجحة من هذه السيارة تواليا الى ان وصلنا الى الجيل الثامن الحالي. واليكم أعزائي القراء لمحة عن كل جيل من هذه الأجيال السبعة:
الجيل الأول (سي 1): أول ظهور له كان كما ذكرنا عام 1953، بمحرك من 6 أسطوانات و 3.9 ليتر بقوة 160 حصان وناقل سرعة أوتوماتيكي من 3 سرعات. تم صنع 300 سيارة منها في العالم. كما تم تصنيع 21 سيارة مزودة ب 8 اسطوانات بسعة 4.3 ليتر وطورت بعدها الى 5.4 ليتر مع ناقل سرعة يدوية.
الجيل الثاني (سي 2): طرحت في الأسواق سنة 1963 وامتازت بسقفها الزجاجي الموصول الزجاج بالخلفي ولكم سرعان ما تم تغيير الزجاج لدواعي السلامة.
المحرك من 8 اسطوانات بشكل V وصلت قوته الى 425 حصان. وتجدر الاشارة الى ان 20 نسخة فقط صنعت من هذه السيارة وبالتالي تكون هذه السيارة من أغلى سيارات كورفيت في التاريخ حيث وصل سعرها الى حوالي 600 ألف دولار.
الجيل الثالث (سي 3): صنعت بين سنة 1968 حتي سنة 1982، مع هذا الجيل تم تكبير المحرك ليصبح بسعة 5.7 ليتر وتم استعمال نظام “كاتاليزاتور” ونظام البخاخات الالكترونية حيث في سنة 1981 استغنت كورفيت نهائيا عن نظام “الكاربوراتور”. في عام 1972 تم تعديل المحرك ليتلائم مع القوانين البيئية الجديدة.
أما شيفروليه كورفيت ستينغراي بجيلها الثالث فتتميز بمحرك بسعة 7.0 ليتر (427 انش مكعب) ومؤلف من 8 اسطوانات بشكل V مع نظام الكاربوراتور وعلبة تروس من 4 نسب يدوية. القوة تصل الى حوالي 545 حصان والتسارع من 0 الى 100 كلم بالساعة يتم في خلال 5.5 ثواني أما السرعة القصوى فتصل الى 274 كلم بالساعة.
الجيل الرابع (سي 4): صنعت بين سنة 1984 و سنة 1996 وعرفت بمحركها من نوع “كروسفاير تي بي اي”. وعرف طراز “ال تي 1” بمحرك ال 8 اسطوانات. كما وأيضا طراز “ال تي 4” سنة 1996 بعلبة التروس من 6 نسب أمامية يدوية.
الجيل الخامس(سي 5): صنعت بين سنة 1997 و 2004: محرك من 8 اسطوانات بسعة 5.7 ليتر. عرفت بسرعتها القصوى التي وصلت الى 285 كلم بالساعة، وعلبة التروس الخاصة بها من 6 نسب أمامية يدوية وتميزت بسرعتها الهائلة.
الجيل السادس(سي 6): صنعت بين سنة 2005 و 2012 كانت أقصر من سابقاتها ب 12 سنتم. محرك من 8 اسطوانات بسعة 6 ليتر وعلبة تروس يدوية. وعرفت بفئاتها الثلاث: زد 06، زد أر 1 و غراند سبورت.
الجيل السابع(سي 7): ظهرت للمرة الأولى في 91 كانون الثاني 2013 في معرض ديترويت. وتضمنت أحدث التقنيات في التكنولوجيا الميكانيكية وتغيير جذري في الشكل الخارجي. محرك بسعة 6.2 ليتر و 8 اسطوانات بشكل V، السرعى القصوى 327 كلم بالساعة
الجيل الثامن (سي 8): 2020– تقديم كورفيت سي8 الجديدة بالكامل مع المحرك الوسطي لأول مرة في تاريخها…
في النهاية تاريخ وحاضر ومستقبل “كورفيت” هم من يقيم وينصف هذه السيارة الرياضية الساحرة بسرعتها وقوتها وأناقتها. انها من دون شك السيارة الأميركية الرياضية الأولى.
أبرز المحطات المهمة على الطرقات وداخل الحلبات
بتشجيع من زورا أركوس- دنتوف الشهير، أول مهندس لطراز كورفيت، أدخل المتسابق بريجز كننغهام ثلاث من أحدث سيارات كورفيت آنذاك لخوض سباق لي مانز 24 ساعة- جهّزت كل واحدة منها بمحرك 283 المبتكر V8 مباشر الحقن ذو وحدة الاسطوانات الصغيرة.
وفي سباق هيمنت عليه فرق المصنّعين الأوروبيين، تألقت كورفيت كننغهام رقم 3، بقيادة جون فيتش وبوب جروسمان، وحصدت لقب الفئة جي تي للسعة الكبيرة، واختتمت السباق في المركز الثامن بالنتائج الإجمالية.
وفي الواقع، تضمنت قائمة العشرة الأوائل في ذلك السباق 6 سيارات فيراري، واثنتان طراز أستن مارتن، وسيارة بروش، وكورفيت خاصّة.
1962–1963- بعد النجاح على المستوى الأوروبي والانتصارات المشابهة في أميركا، أشرف زورا أركوس- دنتوف على تطوير سيارة السباق كورفيت غراند سبورت الأصيلة، التي صممت للمشاركة في سباق لي مانز 1963. وكانت الخطة ترتكز على بناء 125 سيارة على الأقل تتسم بمزايا الوزن فائق الخفة والأداء فائق القوة تلبية لقواعد التجانس الخاصة بسيارات الإنتاج من الفئة جي تي.
وتم إنتاج 5 سيارات من هذا المشروع قبل أن تقوم شركة جنرال موتورز بإصدار القرار القاضي بوقف دعم ’المصنّع‘ للمشاركة في السباقات. وبهذا، وقبل أن تصل السيارة إلى سباق لي مانز، وصل مشروع غراند سبورت إلى نهايته بشكل رسمي.
1963-1964 – على الرغم من الحظر الذي وضعته جنرال موتورز في مجال السباقات، تمكّن زورا أركوس- دنتوف من إيصال سيارات غراند سبورت الأصيلة إلى أيدي المتسابقين الذي يشاركون بشكل خاص بدون أي دعم من المصنّع، فاتحاً المجال أمام التقييم الواقعي وإمكانية تبادل التكنولوجيا، وهو الأمر الذي لطالما سعى وراءه هذا المهندس الشهير. وكان من ضمن المشاهير الذين جلسوا خلف عجلة قيادة هذه السيارات الرائعة كل من روجر بينسكي، وإيه. جي. فويت، وجيم هول، وديك ثومبسون.
1967- حافظ زورا أركوس- دنتوف على حيوية غراند سبورت وديمومتها طوال فترة الستينات، واضعاً يده على أنظمة فرامل المهام الثقيلة وخيارات خزان الوقود الأكبر حجماً، المصممة لتساعد المتسابقين على أخذ سيارات الإنتاج العادية إلى حلبات السباق.
وكان دنتوف أيضاً العنصر الأهم الذي يقف خلف برنامج محرك وحدة الاسطوانة الكبيرة L-88 الذي تم إطلاقه في 1967، وكان يهدف إلى منح المتساقين قدرات قوة حصانية عالية متطابقة مع القوانين من المصنّع مباشرة.
وهذا التحوّل كان من شأنه إطلاق العنان لسلسلة من النجاحات في عالم السباقات على مدى السنوات القليلة التالية.
1984– تم تقديم حزمة التحكم بالأداء الرياضي Z51 من إطلاق جيل C4. وهذا الجيل أصبح عند إطلاقه الخيار المفضّل للمالكين الذي أخذوا سياراتهم الكورفيت إلى حلبات السباق.
وفي الحقيقة، أصبح كورفيت مهيمنة بشكل واضح وكبير في صالة عرض نادي السيارات الرياضية في أميركا SCCA لدرجة حظرها في 1988، ما دفع إلى تأسيس سلسلة كورفيت تشالنج.
1996- قدّمت شفروليه الإصدار الخاص من كورفيت غراند سبورت في السنة الأخيرة من الجيل الرابع للسيارة، وتم إنتاج 1,000 نسخة منها فقط- تألقت كل واحدة منها بلون أزرق بحري مميز مع خطوط بيضاء وعلامات حمراء بارزة على الرفراف الأمامي الأيسر.
كما وتأـلقت العجلات السوداء في طراز ZR1 بلمسات خاصة على الرفارف الخلفية، وحصلت جميع الطرازات على المحرك LT4 ذو القوة البالغة 330 حصاناً. وتوزعت سيارات الإصدار الخاص الألف تلك بين 810 طراز كوبيه، و190 من طراز السقف المكشوف.
1999- عادت كورفيت للسباقات إلى الساحة الدولية عبر الجيل الخامس وسيارة السباق C5-R. وبعد إطلاق مذهل، سجّل الفريق أول فوز له، من أصل ثلاثة، في الفئة جي تي إس ضمن سباق لي مانز 2001.
وساعدت C5-R أيضاً في تأمين أربعة ألقاب متتالية في فئة سلسلة لي مانز الأميركية وفئة المصنّعين (2001-2004).
2005- اعتماداً على نجاح برنامج C5-R، استمرت كورفيت للسباقات في نهج الانتصارات المتواصلة عبر C6.R. وكانت هذه السيارة أقرب إلى طرازات الإنتاج، حيث اعتمدت بنية هيكلها على كورفيت Z06 واحتوت على محرك شبيه لمحرك LS7 سعة 7.0 لتر في Z06.
وفازت السيارة بسباقات 30 جي تي 1 في سلسلة لي مانز الأميركية، من ضمنها 12 فوزاً متتالياً في 2005-2006، و25 فوزاً متتالياً مذهلاً من 2007 حتى 2009.
2010- قُدمت غراند سبورت مرة أخر في الجيل C6، مقدمةً تميزاً غير مسبوق في التصميم من خلال الشاسيه الأعرض في Z06- من ضمنها طرازات السقف المكشوف.
وفور إطلاقها، أصبحت هذه السيارة الطراز الأكثر شعبية في مجموعة كورفيت، وكانت مسؤولة عن أكثر من نصف المبيعات عند إنهاء أعمال الجيل السادس في 2013.
2014- جيل جديد من كورفيت يكشف الستار عن سيارة سباق C7.R جديدة. وكما هي الحال في الجيل السابق، استخدمت السيارة إطار هيكل طراز الإنتاج Z06 في بنيتها الأساسية. ولكن، وللمرة الأولى، تم بناءها إلى جنباً إلى جنب مع طرازات الإنتاج العام في منشآة التجميع بولينغ جرين في كينيدي. C7.R فازت بلقب الفئة جي تي إي برو في سباق لي مانز 2015.
2017- عودة غراند سبورت، مستفيدة من أكثر من 50 عاماً من انتقال التكنولوجيا على أرضية حلبات السباق، مع تسخير سمات التصميم المميزة وهالة ’الإصدار الخاص‘ التي ضمنت شعبية وشهرة النسخ السابقة لدى هواة جمع الإصدارات الخاصة.
إنها أيضاً أول سيارة إنتاج تدمج مكوّنات الشاسية والتعليق الخاصة بطرازات الأداء الرياضي العالي سوبرتشارج، إضافة إلى الإطارات والرفارف الأعرض.
2019- عودة شفروليه كورفيت زد أر 1 – ZR1 السوبركار التي تعزز إرث كورفيت الحافل بالأداء المتفوق، مع أعلى قوة وأعظم قدرة وأكثر التقنيات تطوراً في تاريخها.
2020– تقديم كورفيت سي8 الجديدة بالكامل مع المحرك الوسطي لأول مرة في تاريخها…