أبارث – سبعين عاماً من صناعة التاريخ والنجاحات

تحتفي “أبارث” بعد أيام بمرور سبعين عاماً على تأسيسها، صنعت خلالها تاريخاً حافلاً بالانتصارات في مجال رياضات السيارات وسجلت أرقاماً قياسية جديدة أكدت مكانة هذه العلامة التجارية الإيطالية ورسخت من حضورها بين محبي وعشاق السيارات حول العالم.

تابعونا على واتساب
تابعونا على تيليجرام

ومن خلال احتفالها بهذه المناسبة، تستذكر “أبارث” أشخاص كان لهم دور بارز في تعزيز مسيرتها، وإنجازاتها الرياضية التي خلدها التاريخ وإرثها التكنولوجي المشهود،

بالإضافة إلى توطيد العلاقة القوية التي توحد أجيال مختلفة من العملاء، كل ذلك تحت راية هدف مؤسس الشركة والمتمثل في تحقيق أقصى قدر من الأداء والحرفية والتحسين التقني المستمر.

وقال لوكا نابوليتانو، رئيس “فيات” و”أبارث” في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “إن استذكار أهم المراحل التي مرت بها “أبارث” يشكل فرصة لإعادة استكشاف السيارات التي حطمت الأرقام القياسية، ومعدات التعديل الثورية والسباقات الأسطورية التي ميزت التقدم التقني والإنجازات الفريدة لهذه العلامة التجارية في مجال رياضة السيارات.”

تابعونا على وسائل التواصل
X Google Quora

وأضاف نابوليتانو: “تعزى كل هذه الإنجازات لماضي “أبارث” العريق وحاضرها الواعد، وكذلك التزام وفخر موظفيها الذين عملوا على مر السنين في مصانعها ومكاتبها وعلى مسارات السباق. وإلى جانب تحقيق الأداء الرياضي المطلوب، تعتبر السباقات بالنسبة لمهندسي وفنيي “أبارث” فرصة ممتازة لاختبار أكثر الحلول التقنية ابتكاراً في أقصى الظروف قبل نقلها إلى طرازات “أبارث” المعتمدة قانونياً للسير على الطرقات. وبهذه الطريقة، يمكننا تحقيق أفضل درجات الأداء والسلامة والموثوقية وتقديمها للعملاء.”

ومما لا شكّ فيه بأنّ هذا هو أحد أسرار العلامة التجارية الرائدة التي تواصل إضفاء سحرها على عالم السيارات، الأمر الذي ينعكس بوضوح في المبيعات القياسية المحقّقة في أوروبا خلال العام 2018، مع استقطاب نحو 23,500 تسجيل جديد بنمو قدره 36.5% مقارنةً بالعام 2017.

وجاءت النتائج لافتة في بعض الأسواق العالمية؛ فعلى سبيل المثال، سجّلت “أبارث” رقماً قياسياً في المملكة المتحدة مع بيع5,600 سيارة بنمو قدره 27%، في حين باعت إسبانيا1,450 سيارة بنمو مماثل بنسبة 27%.

وبالمقابل، اتسعت قاعدة محبي العلامة التجارية بشكل لافت في جميع أنحاء أوروبا، حيث يوجد حوالي 110,000 أعضاء مسجلين في مجتمع “أبارث سكوربيونشيب” (Abarth Scorpionship).

وتتنامى وتيرة الحماس بين أوساط محبي “أبارث” في أعقاب الإنجازات اللافتة لطراز “أبارث 124 رالي” (Abarth 124 Rally) الذي تم تجديده خلال العام الجاري بعد موسم حافل بالنجاح في جميع بطولات الرالي المحلية والدولية الذي خاض غمارها، وذلك بالاستفادة من التجربة المميزة لأول موسمين من السباقات وفي ظل أعمال التطوير المستمر لفريق “أبارث”.

ويتمثل الهدف الرئيس بكل بساطة في الحفاظ على ريادة “أبارث” باعتبارها القوة الضاربة والفائزة ضمن فئة (R-GT).

وتمّ إطلاق طرازي “أبارث 595” و”أبارث 124″، اللذين تم تحديدهما بشارة خاصة تجعل منهما سيارات فريدة وحصرية، في العام الجاري بالتزامن مع الذكرى السنوية السبعين لـ “أبارث”، وذلك احتفاءً بالإنجازات النوعية والنجاحات المتلاحقة للعلامة التجارية الرائدة في عالم رياضة السيارات.

وتواصلت الاحتفالات في “معرض جنيف للسيارات”، الذي أقيم مؤخراً، مع طرح طراز “595 آسيس” (595 esseesse) والذي يحمل أيضاً شارة الذكرى السنوية السنوية لـ “أبارث”، إلى جانب الكشف عن الإصدار المحدود من طراز “124 رالي تريبيوت” (124 Rally Tribute) والذي سيتم تصنيع 124 سيارة فقط منه.

ويمكن القول باختصار بأنّ الاحتفال بالعقود السبعة الأولى من “أبارث” سيمثل رحلة حقيقية للعودة إلى جذور الأسطورة الرائدة، سعياً للوصول إلى فهم معمّق حول بداياتها الأولى وتحديد ملامح السمات المميزة التي تجعل السيارات الحاملة لشعار “العقرب” الخيار الأمثل على الطرقات.

1949 – 2019: السنوات السبعون الأولى من شارة “العقرب”

انطلقت أسطورة “أبارث” مع شارة “العقرب” في 21 مارس 1949، عندما قام كارل أبارث (1908-1979) بتأسيس “أبارث آند سي” (Abarth & C.) مع السائق جيدو سكالياريني، وكانت سيارة “204 إيه” (204 A) المستوحاة من “فيات 1100” باكورة نتاج العلامة التجارية المرموقة.

واستحوذت “أبارث” على اهتمام دولي لافت في 10 أبريل 1950، عندما قادها السائق تازيو نوفولاري للفوز في سباقه الأخير “باليرمو مونتي بيليغرينو” (Palermo-Monte Pellegrino).

ومنذئذٍ، بات تاريخ “أبارث” حافلاً بالنجاحات المتلاحقة على المستوى الرياضي والصناعي، مع الوقت الذي حافظت فيه العلامة التجارية الأسطورية على الروح الفريدة التي رسمها مؤسسها للجمع بين قوة الأداء وجودة التصميم والتصنيع والتطور الميكانيكي المستمر.

وفي الواقع، بدأت المسيرة المهنية المثيرة للاهتمام للمؤسس كارلو أبارث بالدراجات النارية وليس السيارات. ففي سن العشرين، حقق فوزه الأول كمتسابق على “ثون موتور” (Motor Thun)، ومن ثمّ قام في العام التالبي بتصميم وصنع أول دراجة نارية مخصصة له تحت العلامة التجارية “أبارث”.

ولكن، ولسوء الحظ، أجبره حادث أليم خلال سباق في مدينة لينز النمساوية على التخلي عن الدراجات النارية.

وواصل كارلو أبارث المنافسة في سباقات “السيارات المسحوبة” (Sidecars)، السيارة التي قادها إلى الشهرة عبر محاولاته الرياضية البطولية مثل سباقه مع قطار “أورينت إكبريس” (Orient Express)، والذي فاز به بالطبع. وأجبره حادث ثانٍ في العام 1939 على التخلي مجدداً وتماماً عن المنافسة في السباقات، ما شكل بداية جديدة كلياً لكارلو أبارث.

وفي عام 1945، انتقل إلى مدينة ميرانو الإيطالية وأصبح مواطناً إيطالياً، وبعد تجربة قصيرة في تشيزيتاليا للسيارات، أسس شركة “أبارث”. وفي عام 1949، كان لدى كارل أبارث مصدر إلهام لاستكمال أنشطة السباقات بإنتاج مجموعات ثورية ضخمة للسيارات لزيادة الطاقة والسرعة والتسارع.

وكانت هذه المجموعة الثورية تتضمن أنابيب عوادم السيارات والتي أصبحت على مر السنين رمزاً حقيقياً لأسلوب “أبارث”، وفي غضون بضع سنوات فقط، أصبحت شركة عالمية، وبحلول عام 1962، كانت تنتج 257,000 من أنابيب عوادم السيارات، 65% منها يصدر للأسواق الخارجية.

وفي نهاية الخمسينات والستينات من القرن الماضي حققت أبارث مجموعة من النجاحات، ففي العام 1956 حطمت العلامة التجارية فيات أبارث 750 التي صممت على يد بيرتون، أرقاماً قياسية في التحمل والسرعة، حيث كانت السيارة على موعد مع تسجيل رقم قياسي خلال مشاركتها في حلبة سباق مونزا في الثامن عشر من يونيو، لمسافة 3,743 كيلومتر، بمعدل سرعة بلغ 155 كيلومتر في الساعة.

وخلال الفترة من 27 إلى 29 يونيو من نفس العام، حطمت السيارة أرقاماً قياسية أخرى على ذات الحلبة، لمسافات من 5 إلى 10 آلاف كيلومتر، و5 الآف ميل، وأيضاً سباقات لمدة 48 و 72 ساعة. وقام زاغاتو بتصميم طراز “فيات أبارث 750 زاغاتو”، وطراز “فيات أبارث 750 زغاتو جي تي”، لنفس السيارة خلال تلك الفترة.

ووصل هدير السيارة إلى مسامع فرانكلين ديلانو روزفلت جونيور، نجل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سارع إلى إيطاليا للتوقيع شخصياً على عقد حصري مع أبارث لتوزيع هذه المركبات داخل الولايات المتحدة.

في عام 1958، أكملت “أبارث” عملاً فنياً حقيقياً على سيارة فيات 500 الجديدة، حيث قامت بتحويل السيارة الصغيرة بالكامل وتعزيز إمكاناتها إلى الحد الأقصى.

وفي العام نفسه، كثفت العلامة التجارية شراكتها مع شركة فيات، حيث التزمت شركة فيات بمنح جوائز أبارث النقدية بناءً على عدد الانتصارات والسجلات التي حققها الفريق، الأمر الذي دفعه لتحقيق سلسلة من الانتصارات المذهلة تمثلت بـ 10 أرقام قياسية عالمية و 133 رقماً دولياً وأكثر من 10000 انتصار على حلبة السباق، ونتيجةً لهذه النجاحات واصلت الأسطورة في النمو أكثر فأكثر، وأصبحت شركة عائلية.

كانت نهاية الستينات فترة العقد الذهبي لـ “أبارث”، وأصبح اسمه مرتبطاً بالسرعة والشجاعة والآداء والتطوير. وحفرت قائمة السيارات التي تملكها الشركة اسم كارل أبارث في واحد من أطول سباقات السيارات في التاريخ، ابتداءً من سيارة “850 تي سي” التي حققت انتصارات في كل السباقات الدولية بما فيها سباق حلبة نوربورغرينغ، إلى سيارة “فيات أبارث 1000 بيرلينا” و “أبارث 2300 أس” التي حطمت سلسلة من الأرقام القياسية على حلبة مونزا بالرغم من الظروف الجوية القاسية آنذاك.

وفي عام 1971، استحوذت مجموعة أبارث بالكامل على شركة “فيات” واستمرت الأسطورة مع “فيات 124 أبارث”، الحائزة على اللقب الأوروبي في عامي 1972 و1975، وسيارة “أبارث 131″، بطلة العالم للراليات في الأعوام 1977 و 1978 و 1980، إضافةً إلى سيارة “ريتمو آبارث”.

وفي 24 أكتوبر عام 1979 أعلن نبأ وفاة كارلو أبارث صاحب علامة العقرب التي كانت مصدر إلهام للعلامة الرياضية المميزة على جميع سياراته.

عاد الماضي العريق لشركة أبارث إلى الظهور من جديد في عام 2008، عندما أعيد إطلاق العلامة التجارية مع تشكيلة جديدة من الطرازات التي تم صناعتها لعشاق رياضة السيارات مثل أبارث جراند بونتو 2007، وأبارث 500 (2008)، بالإضافة إلى عمل مجموعة ثورية من معدات التعديل لكل سيارة من إصدارات أبارث جراند بونتو رالي سوبر 2000، و أبارث 500 أسيتو كورس.

ومنذ ذلك الحين، أطلقت الشركة مجموعة طرازات جديدة تحظى بسرعات عالية مثل، “أبارث 695 ترايبوتو فراري” (2010)، و “أبارث 595 المصنعة في مصنع ياماها للسباقات” (2015)، “أبارث 695 بابوستو ريكورد “(2015)، و “أبارث 695 ريفالي” (2017)، و “أبارث 124 العنكبوت” التي تم إطلاقها عام 2016، و “أبارث 124 جي تي” ومجموعة “أبارث 595” الجديدة وتم تقديمها في عام 2018.

واليوم تواصل أسطورة العقرب بمرور سبعين عاماً على تأسيس أبارث، بمجموعة واسعة من السيارات مثل “أبارث 595 ” و”أبارث 124″، إضافةً إلى العلامة الجديدة “أبارث إيسيسي 595 ” و”أبارث 124″ لسباقات الرالي.

أبارث – سبعين عاماً من صناعة التاريخ والنجاحات

Tagged . Bookmark the permalink.