كاديلاك الدورادو الاسطورية هي سيارة استمرّت الشركة بتصنيعها في الفترة ما بين 1953 إلى 2002. والاسم مشتق من من الكلمة الإسبانية “أيل دورادو” والتي تعني المذهّب (اي المغطى بالذهب). وقد أعطي هذا الاسم أصلا إلى زعيم قبيلة أسطورية من القبائل الهندية في أمريكا الجنوبية. وتقول الاسطورة ان أتباعه كانو يرشّون جسده بغبار الذهب في المناسبات الاحتفالية وكان يغتسل من بعدها عن طريق الغوص في بحيرة.
واستمر هذا الاسم او اللقب بالتواتر من اسطورة الى اخرى وصولا الى مدينة أسطورية غنية بالثروات الخرافية، في مكان ما في أمريكا الجنوبية، الأمر الذي ألهم العديد من البعثات الأوروبية، بما في ذلك واحدة إلى أورينوكو التي كتب عنها السير والتر رالي الانجليزي والذي من خلال كتاباته استوحت شركة كاديلاك الاسم لأهم وأشهر سياراتها عبر التاريخ.
وكانت الدورادو هي اكثر سيارة شخصية فاخرة انتجها فرع كاديلاك المختص بالفخامة في الشركة الاميركية العملاقة في صناعة السيارات: “جنرال موتورز” وذلك لاكثر من عشرة أجيال وقد كانت اغلى السيارات التي صنعتها كاديلاك طيلة تلك السنوات.
اما الطراز -موضوع مقالتنا اليوم – فهو نموذج عام 1959 والذي أنتجت كاديلاك منه ما مجموعه 142,272 سيارة. وبهذا شكّل عام 1959 ثالث أفضل عام لمبيعات كاديلاك في خمسينيات القرن الماضي.
وقد كانت الدورادو 1959 أولى السيارات التي أدرجت تصميما جديدا كليا وهو تصميم الزعانف الكبيرة فوق المصابيح الخلفية التي بدورها أخذت شكل الصاروخ، بالاضافة الى خطوط السقف المميزة وتكوينات دعامة السقف.
بالاضافة الى المقصورة الداخلية المترفة الرائعة والمزودة بالتجهيزات الكاملة ولكن غير المعقدة التي ما زالت من الكماليات حتى يومنا هذا والتي تعكس البراءة والإثارة بطريقة ترضي الذوق المترف خلال تلك الحقبة، حيث ان التصميم الجري والشكل الصاروخي والسقف الملتوي والاسراف في استعمال مادة الكروم في تكوين الهيكل، كانت كلها مؤشرات تشير الى ان هذه السيارة ستعمّر طويلا في المستقبل لتصبح واحدة من اساطير عالم السيارات الساحر.
تصميم السبارة بالكامل كان من انتاج شركة كاديلاك ولكن هذه الأخيرة تعاقدت مع الشركة والمصمم الايطالي الاشهر بينن فارينا الايطالي – الذي كانت تجمعه علاقة مميزة مع كاديلاك منذ مترة طويلة – وذلك لتجميع هذه السيارة ولوضع اللمسات الفنية الاخيرة عليها، وقد كانت سيارات الالدورادو تصنّع وتجمّع يدويا في ايطاليا قبل ان يتم تسليمها للزبائن.
ميكانيكيا كانت الدورادو مزودة بثلاث كاربوريتورات مزدوجة والمحرك يتألف من 8 اسطوانات بشكل V قادر على توليد قوة تصل الى 345 حصانا ، هذا المحرك كان عبارة عن محرك كاديلاك القياسي في ذالك الوقت والمعروف ب “390 CID V-8” ولكن ادخلت عليه الشركة الكثير من التعديلات لكي يصل الى هذه القوة الصاروخية والذي كان قادرا على الوصول بهذه السيارة الضخمة الى سرعة 210 كلم بالساعة بسهولة تامة كما والنتقال من حالة الوقوف الى سرعة 100 كلم بالساعة في غضون 11 ثانية.
بالرغم من ان هذه السيارة كانت مجهزة بالعديد من الكماليات والتجهيزات التي لم توجد في سيارات اخرى ولسنوات عديدة من بعدها، ولكن كان لاختصاصي تعديل السيارات الشهير “بياريتز” رأي اخر: فقد زود هذا القصر المنتقل بالنوافذ الكهربائية واجهزة التعليق الهوائية والهوائي المخصص للراديو، ربما لعلمه المسبق ان هذه السيارة ستعمر طويلا وتصبح اسطورة السيارات الأميركية الفاخرة.
في النهاية يمكن القول ان فترة الخمسينيات اشتهرت برموزها الخالدة: موسيقى الروك آند رول، زيارة الفضاء الخارجي والتلفزيون الملون ومن ثم اتى الكروم والصفائح المعدنية المستعملة و تلك الزعانف الخلفية الغريبة والمثيرة لرائعة كاديلاك لتختتم تلك الفترة الذهبية من التطور على كافة الاصعدة.
