مازدا أر أكس 7 – أيقونة سيارات المحركات الدوّارة الرياضية الصارخة

أي بحث عن هوية وروح ماركة مازدا Mazda يقودك مباشرة إلى طراز أر أكس7 RX-7 كوبيه الذي يعتبر أعرق السيارات الرياضية في تاريخ الشركة اليابانية وفي عالم السيارات ذات المحركات الدوارة.

تابعونا على واتساب
تابعونا على تيليجرام

تم إطلاق سيارة RX-7 في عام 1978 ،وأتى هذا الطراز متجاهلاً المبادئ الراسخة في عالم تصنيع السيارات وخصوصاً اليابانية. فبدلاً من تشغيل الكوبيه الجديدة بمحرك تقليدي مؤلف من الاسطوانات المتتالية أو تلك التي على شكل V ، قررت إدارة Mazda أن محرك Wankel الدوار هو الطريقة الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر فاعلية لتحقيق الأداء السريع والصارخ.

مازدا أر أكس 7 – أيقونة سيارات المحركات الدوّارة الرياضية الصارخة

لم تكن أول سيارة تعمل بمحرك دوار للشركة فقد سبقتها سيارة كوزمو سبورت ، التي تم إطلاقها قبل أكثر من عقد من الزمن، ولكن تقرر منذ البداية أن تكون RX 7 الأفضل.

تابعونا على وسائل التواصل
X Google Quora

المحرك الدوار، هو نوع من محركات الاحتراق الداخلي ولكنه يستخدم تصميمًا دوارًا يعمل على تحويل الضغط إلى حركة دوارة لتوليد القوة والعزم. وبالمقارنة مع محرك المكبس الترددي ، فإن محرك الدوار (كما يعرف باسم Wankle وانكل) يأتي مع عزم دوران أكثر انتظامًا واهتزازات أقل ، ووصولاً لقوة معينة ، يكون أكثر إحكاما، كما يمتاز بصوته الرياضي المرتفع الموسيقي الصارخ.

وكان المسؤول عن تطوير المحرك الدوار هذا رئيس قسم التطوير في الشركة، كينيتشي ياماموتو ، الذي أظهر إيمان Mazda الأساسي بأن الهندسة والابتكار في التصميم هما جوهر العلامة التجارية اليابانية، وهو الذي عمل لاحقًا كرئيس تنفيذي ثم رئيس مجلس إدارة الشركة.

لقد كان المحرك الدوار Rotary أحد أسباب بقاء Mazda RX-7 وازدهارها عبر ثلاثة أجيال. لكن السبب الرئيسي لبيع أكثر من 800000 سيارة منها في جميع أنحاء العالم هو أنها كانت بالفعل سيارة رائعة الأداء والشكل وتمتاز بروحية خاصة عشقتها الأجيال اللاحقة.

السيارة من تصميم ماتاسابورو مايدا ، الذي صمم ابنه Ikuo لاحقًا خليفتها أر أكس8 RX-8، وكانت RX-7 كلاسيكية بروح عصرية وأداء ملفت بالفعل. وأتى التصميم الخارجي مستوحى من سيارة لوتس إيلان ، الكوبيه البريطانية التي تشتهر بمظهرها وأدائها المتميزين.

عند اصدار أر أكس 7 كانت المحركات الدوارة لا تزال تبدو وكأنها قطعة تقنية غريبة. وكانت الشركة التي تتخذ من هيروشيما مقراً لها قد أدخلت عدداً من التصميمات كما ذكرنا بمحركات دوارة ابتداءً من الستينيات ، بما في ذلك كوزمو و RX-4 بالإضافة إلى طرازات أخرى، لكن المستقبل طويل المدى لمحركات الروتاري لم يكن مضمونًا بأي حال من الأحوال.

Photo: Charlie B/Scramblers

وكادت أزمة النفط في أوائل السبعينيات أن تجبر شركة Mazda على التخلي عن تصميمات المحركات الدوارة بسبب استهلاكها المرتفع للوقود ، في وقت تم تقليص حجم الصناعة. لكن عائلة المحرك 12A التي تم تقديمها في عدد من طرازات Mazda حينها كانت قد تحسنت وتطورت بقيادة رئيس البحث والتطوير كينيتشي ياماموتو ، الذي عمل على تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود والموثوقية على المدى الطويل. وكان الفريق الهندسي قادرًا على تحسين التزييت داخل المحرك ، وتصميم أختام أكثر متانة ، مع الحفاظ على الخصائص عالية السرعة لهذه المحركات.

ولكن كان تحسين كفاءة استهلاك الوقود للمحركات هو نصف المهمة فقط، لأن مازدا كانت لا تزال بحاجة إلى إثبات جدارة هذا المشروع لمشتري السيارات الذين لم يعتمدوا فقط على المخططات الهندسية أو الوعود بعدد دورات أعلى في الدقيقة. حيث احتاج صانع السيارات إلى سيارة ثورية مثل محركاتها الدوارة المحدثة ، والتي يمكن أن تأخذ تكنولوجيا المحرك الدوار في الاتجاه الصحيح.

وبالتالي، كانت النتيجة RX-7 ، التي ظهرت لأول مرة في اليابان في عام 1978 بمظهر أنيق غريب وحديث ومختلف وتصميم مستقبلي، وأبعاد متواضعة ، ووزن خفيف. فقد تم تصميم RX-7 لتكون السيارة الرياضية اليومية، وتميزت بتوزيع للوزن شبه مثالي ، مع الحفاظ على محركها الدوار متراجع قليلاً خلف المحور الأمامي ، وتقديم كفاءة ديناميكية هوائية رائعة في ذلك الوقت.

الجيل الأول

كانت RX-7 الأولى تأتي بمحرك Mazda 12A مزدوج الدوار بسعة 1146 سم مكعب ، بقوة 101 حصان و 142 نيوتم متر من عزم الدوران ، مما جعلها في صدارة المنافسة في ذلك الوقت.

أزدادت الإزاحة (السعة) إلى 1،308 سم مكعب خلال عمر الجيل الأول من RX-7 ، وازدادت بالتالي القوة الحصانية إلى 137 حصانًا ، بينما ساعد الوزن المنخفض للسيارة على تسجيل نقاط تقدّم بارزة على الطرقات العامة وعلى الحلبات.

من أهم الحلبات التي عشقتها RX-7 كانت سبا فرانكورشان Spa-Francorchamps في بلجيكا حيث فازت بالنصر الشامل في سباق ال 24 ساعة للتحمل 24 Hours of Spa في عام 1981 ، لتصبح أول سيارة يابانية تحقق هذا الانجاز.

كما ساعدت الانتصارات في عدد من البطولات البريطانية في عامي 1980 و 1981 بسرعة على ترسيخ RX-7 سمعتها كسيارة كوبيه رياضية لا يستهان بها ، والتي كانت بنفس الوقت سهلة القيادة واقتصادية بما يكفي لاستخدامها يوميًا.

الجيل الثاني

شهدت RX-7 أول عملية إعادة تصميم رئيسية لها في عام 1985 عندما ظهر طراز الجيل الثاني لأول مرة ، والذي جمع بين تطور محرك مازدا الدوار وتقنية أخرى شائعة جدًا في ذلك الوقت: الشحن التوربيني (التوربو).

واستبدلت RX-7 بجيلها الثاني المظهر الأنيق لسابقتها بتصميم صندوقي قليلاً أقرب الى تصميم بورش 924 في ذلك الوقت. وكانت قوتها تصل الى 148 حصانًا وعزم الدوران يصل الى 187 نيوتن متر؛ بينما كانت النسخة المزودة بالتوربو مع محرك سعة 1.3 لتر 13B بقوة 185 حصانًا.

لكن الشحن التوربيني لم يكن التكنولوجيا الجديدة الوحيدة تحت غطاء الجيل الثاني من RX-7، فقد شهد هذا الطراز أيضًا تقديم Mazda’s DTSS ، أو نظام التعليق الديناميكي للتتبع ، والذي قدم قدرة توجيه خلفية سلبية للسيارة الرياضية لمزيد من المرونة في المنعطفات على السرعات العالية.

الجيل الثالث

طورت Mazda الجيل الثالث من RX-7 والذي ظهر لأول مرة في عام 1992، وهذه المرة بتصميم الكوبيه الرياضية الجميلة والأنيقة. أنتجت RX-7 بجيلها الثالث قوة 259 حصانًا و 294 نيوتن متر من عزم الدوران مع تقديم أداء محسّن بشكل كبير ، مما دفع هذا الجيل صعوداً إلى فئة مختلفة من السيارات الرياضية مع جعله أكثر حصرية لامتلاكه.

في السنوات اللاحقة من عمر RX-7، تم تعزيز إنتاج القوة في الجيل الثالث من هذه السيارة الجميلة إلى 280 حصانًا ، وبقي طراز الجيل الثالث في الإنتاج لمدة عقد من الزمن وصولاً الى عام 2002.

الجيل الرابع (RX-8)

وصلت RX-7 الى نهاية مشوارها في عام 2002 حيث توقفت الشركة عن استعمال الأسم ليحل مكانه طراز جديد من حيث الشكل والاسم وهو أر أكس8 RX-8.

وبحلول هذا الوقت ، كانت الكوبيه الرياضية الدوارة RX-7 قد تم تراجعت من حيث الانتاج والمبيع أمام شقيقتها الجديدة الرياضية الصغيرة أم أكس 5 / مياتا MX-5 Miata خصوصاً  في سوق الولايات المتحدة.

ولكن سرعان ما استعادت RX-8 المبادرة، حيث قدمت تصميمًا ثورياً مختلفًا إلى حد ما مع بابيين اضافيين خلفيين (من الحجم الصغير) ومقصورة داخلية أوسع.

كانت سيارة RX 8 مختلفة ، وكان لها مهمة واتجاهات مختلفين قليلاً من حيث التسويق. ,وكانت تأتي بمحرك مبرد بالماء ، ثنائي الدوار مع حجرتين ، كل واحدة بحجم إزاحة 654 سم مكعب.

أنتج إصدار Standard Power  قوة 141 كيلوواط / 192 حصانًا عند 7000 دورة في الدقيقة ، مع أقصى عزم دوران يبلغ 220 نيوتن متر عند 5000 دورة في الدقيقة. التسارع من 0 إلى 100 كم / ساعة في 7.2 ثوان بينما تبلغ سرعتها القصوى 223 كم / ساعة.

بينما أنتج إصدار High Power قوة  170 كيلوواط / 231 حصانًا عند 8200 دورة في الدقيقة مع عزم أقصى للدوران يبلغ 211 نيوتن متر عند 5500 دورة في الدقيقة.  التسارع من 0 إلى 100 كم / ساعة في 6.4 ثوان وتبلغ سرعتها القصوى 235 كم / ساعة.

بالنهاية، يمكن التأكيد وبكل ثقة أن مسيرة أجيال RX-7 كانت رائعة، وخصوصاً الأجيال الثلاثة الأولى بين عامي 1978 و 2002 ، حيث تم أنتاج 811.634 وحدة من هذه السيارة وهو أكبر عدد انتاج في التاريخ لأي سيارة تعمل بالمحركات الدوارة.

Tagged . Bookmark the permalink.