تحظى سيارة بوكستر بمكانة خاصة للغاية لدى شركة بورش، حيث مثلت بداية تحول استراتيجية شركة تصنيع السيارات الرياضية وكانت سبيلاً للخروج من الفترة الاقتصادية الصعبة في منتصف تسعينيات القرن العشرين.
ويتجلى ذلك في إنتاج أول محرك بست أسطوانات متقابلة أفقياً مع تقنية التبريد بالمياه وأيضاً في مفهوم الأجزاء المتحركة الذي ظهر لأول مرة مع السيارة ذات السقف القابل للطي الرشيقة والمحرك الموجود في الوسط. وتم استخدام هذا المفهوم في جيل 996 من سيارة 911، والذي تم إطلاقه بعد عام، ومكّن بورش من العودة إلى تحقيق الأرباح.
تنفرد السيارة ذات المقعدين، التي تتميز بسعرها الجذاب، بالسمات التاريخية للعلامة التجارية الشهيرة. فقد كان التصميم الخارجي لسيارة بوكستر التجريبية التي عُرضت في ديترويت في العام 1993 يذكر من يراه بتصميم سيارة550 سبايدر الأسطورية وسيارة السباق 718 RS 60 سبايدر.
وحظي هذا التصميم بردود فعل جيدة لدرجة أن مجلس إدارة بورش تدخل في عمليات التصميم الجارية للسيارة التي ستدخل خط الإنتاج وأمربكل وضوح: “اصنعوا السيارة التجريبية هكذا تماماً”.
الجيل الأول: 986
عندما تم طرح السيارة التي دخلت خط الإنتاج في أغسطس 1996، كانت ملامح تصميم بورش الأصيل واضحة عليها تماماً، حيث كانت تتشارك الواجهة الأمامية مع جيل 996 من سيارة 911.
في الوقت نفسه، تم تصميم محركها لتلبية معايير الانبعاثات الصارمة، وذلك بفضل تقنية التبريد المائي، وتقنية الصمامات الأربعة ونظام توقيت السحب المتغير. وكان هذا المحرك المثبت في الوسط يأتي بستة أسطوانات أفقية متقابلة وسعة 2.5 لتراً في البداية، وكان ينتج 204 حصان متري (159 كيلووات).
وأُدخلت المزيد من التحسينات على السيارة بعد ذلك مع تعزيز قوة محركها. فقد تضمن الجيل الأول من سيارة 986 بوكستر محركاً بسعة 2.7 لتر في العام 1999، بقوة 220 حصان متري (162 كيلووات) في البداية، ثم بقوة 228 حصان متري (168 كيلووات) بعد ذلك.
وطُرحت سيارة بوكستر S الجديدة بمحرك سداسي الأسطوانات سعة 3.2 لتر بقوة 252 حصان متري (185 كيلووات)، والذي سرعان ما أصبح بقوة 260 حصان متري (191 كيلووات).
الجيل الثاني: 987
وطرحت الشركة في العام 2004 جيل 987 بتصميم مطوّر، وعجلات قياس 17 بوصة، وتصميم جديد للمقصورة، إلى جانب نظام التحكم بالتعليق الرياضي النشط من بورش (PASM) كتجهيز اختياري مع تجهيزات متغيرة لامتصاص الصدمات، ومكابح بورش المركّبة المصنوعة من السيراميك (PCCB) ومجموعة كرونو الرياضية، ثم تم تعزيز قوة المحركات إلى 240 حصان متري (176 كيلووات) و280 حصان متري (206 كيلووات) على التوالي دون تغيير في سعة المحرك.
وبحلول نهاية فترة إنتاج هذه المحركات، وصلت قوتها إلى 255 حصان متري (188 كيلووات) بسعة 2.9 لتر و310 حصان متري (228 كيلووات) بسعة 3.4 لتر. وحلّ ناقل الحركة PDK الأوتوماتيكي ثنائي القابض أيضاً محل ناقل الحركة الأوتوماتيكي Tiptronic S.
الجيل الثالث: 981
طرحت بورش في العام 2012 جيل 981 من بوكستر الذي تم تطوير تصميمه بشكل كامل. كانت السيارة الجديدة أكثر جاذبية وجرأة وأسرع من سابقاتها بفضل الهيكل الخفيف والجديد كلياً والشاسيه المطور بالكامل.
وجاء السقف القابل للطي الكهربائي بالكامل مصنوعاً من القماش بدون غطاء لمكان تخزينه، وكانت أعمدة المحور أقصر، وزادت مساحة المقصورة بنقل الزجاج الأمامي للأمام.
وطرحت الشركة محركات بوكسر الاقتصادية بتقنية الحقن المباشر للوقود وبدأت بمحرك سداسي الأسطوانات سعة 2.7 لتر بقوة 265 حصان متري (195 كيلووات) ومحرك سعة 3.4 لتر بقوة 315 حصان متري (232 كيلووات).
وطرحت بعد ذلك في أبريل 2014 سيارة بوكستر GTS بقوة 330 حصان متري (243 كيلووات). وبالتأكيد تربعت سيارة بوكستر سبايدر على قمة المجموعة، بمحرك سعة 3.8 لتر بقوته الهائلة البالغة 375 حصان متري (276 كيلووات).
الجيل الرابع: 982
واتخذ جيل 982 الحالي من سيارة بورش 718 بوكستر مساراً جديداً في يناير 2016، حيث طُرح لأول مرة بمحرك رباعي الأسطوانات وشاحن توربو وتصميم مطوّر.
كان المحرك سعة 2.0 لتر يُنتج 300 حصان متري (220 كيلووات) وكان محرك بوكسر سعة 2.5 لتر يولد 350 حصان متري (257 كيلووات) بفضل شاحن التوربو ذي الهندسة المتغيرة.
ثم طُرحت بعد ذلك بوقت قصير سيارة بوكستر GTS بقوة 365 حصان متري (269 كيلووات). وفي منتصف العام 2019، تربعت النسخة الجديدة من سيارة بوكستر سبايدر على قمة المجموعة، حيث أصبحت تجهز بمحرك سعة 4.0 لتر بقوة 420 حصان متري (309 كيلووات) على غرار السيارة الرياضية الرائدة 718 كايمن GT4 ذات السقف الثابت.
وأصبح هذا المحرك سداسي الأسطوانات الموجود في الوسط متوفراً أيضاً في سيارة 718 بوكستر GTS 4.0 بقوة 400 حصان متري (294 كيلووات) منذ العام 2020.