بينما يستعد العالم لانطلاق “مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تَغيُّر المناخ” (كوب 28) الذي تستضيفه دبي، تزداد الحاجة الملحة لدى حكومات دول العالم إلى معالجة قضية انبعاثات الكربون. وبينما يسعى الخبراء إلى تحقيق هدفهم الطموح في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، يتبنى كل قطاع رئيسي، بما في ذلك قطاع صناعة المركبات، التحولات والمنهجيات اللازمة من أجل إعادة تقييم الوضع الراهن والتعاون لتحقيق الحياد الكربوني.
ولطالما تميزت شركة تويوتا بدورها الرائد في هذا المسعى العالمي؛ إذ بدأت مسيرتها لدعم تحقيق الحياد الكربوني منذ أكثر من عقدين من الزمن مع طرح مركبة تويوتا بريوس الأسطورية في عام 1997، وهي أول مركبة “هايبرِد” كهربائية تُصنَّع على نطاق واسع. وخلال 25 عاماً، باعت شركة تويوتا أكثر من 20 مليون مركبة كهربائية[1]، مما أسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم بأكثر من 160 مليون طن. وتواصل شركة تويوتا التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من خلال نهج متعدد المسارات يهدف إلى صياغة حلول مستدامة توفر حرية التنقل للجميع.
وتؤكد شركة تويوتا أن هناك العديد من المسارات لتحقيق الحياد الكربوني، وأنها تختلف من بلد إلى آخر تماماً مثلما يختلف مجال التنقل ومتغيراته الحاصلة في كل بلد. ويشمل النهج المتعدد المسارات هذا تطوير مجموعة متنوعة من تقنيات المركبات الصديقة للبيئة لتلبية الاحتياجات المختلفة للاستخدام، والظروف الاقتصادية، ومصادر الطاقة، وجاهزية البنية التحتية؛ مما يُمكّن الجميع من البدء فوراً في الإسهام في دعم تحقيق الحياد الكربوني. وبناءً على ذلك، طورت شركة تويوتا العديد من خيارات أنظمة الدفع، بما في ذلك المركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية (HEV)، والمركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي (PHEV)، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV)، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين (FCEV)، ومحركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بوقود الهيدروجين، فضلاً عن تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي وتعزيز مبادرتها لتطوير تقنيات الوقود المحايد للكربون.
وتماشياً مع سعي شركة تويوتا إلى جعل جميع مصانعها محايدة للكربون بحلول عام 2035، تستمر مجموعتها من المركبات الصديقة للبيئة في النمو. كما تهدف الشركة إلى تطوير وطرح مجموعة شاملة من 30 طرازاً من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) بحلول عام 2030، بما فيها مركبات الركاب والمركبات التجارية، وتحقيق مبيعات عالمية سنوية تبلغ 3.5 مليون مركبة في نفس الإطار الزمني. وهذا يشمل خططاً على المدى الأقصر؛ إذ أعلنت الشركة في أبريل 2023 عن هدفها المتمثل في طرح 10 طرازات من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) وبيع 1.5 مليون مركبة كهربائية بحلول عام 2026. ومن المتوقع أن تؤدي جهود شركة تويوتا إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 33٪ بحلول عام 2030، وبنسبة 50٪ بحلول عام 2035 مقارنةً بمستويات عام 2019.
وفي سياق تعليقه على هذا الموضوع، أكد كوجي ساتو الرئيس والمدير التنفيذي لشركة تويوتا موتور كوربوريشن، على مهمة شركة تويوتا المتمثلة في “تحقيق السعادة للجميع”، وحماية الأرض وإثراء حياة الناس في جميع أنحاء العالم. وقال ساتو إن الشركة تهدف إلى تحقيق ما هو أبعد من الحياد الكربوني، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى تغيير مستقبل المركبات لضمان استمرار أهميتها وفائدتها على المجتمع.
وانعكست مساعي شركة تويوتا في ما يتعلق بالمركبات الكهربائية في إنجازها البارز المتمثل في إنشاء مصنع جديد خاص بالمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) في مايو 2023. ووُضِع تصوراً خاصاً للمصنع الجديد يجعل فريقه يعمل بروح الفريق الواحد على كل مهمة. ويشمل ذلك ليس فقط تولي الفريق عمليات التطوير والإنتاج وإدارة الأعمال في الشركة، بل وقيادة تقدم الشركة في مجال تطوير الجيل التالي من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV). ومن ضمن التوجهات الأساسية لمصنع تويوتا الخاص بالمركبات الكهربائية (BEV)، مشروع تطوير بطاريات الحالة الصلبة الفعالة من حيث استهلاك الطاقة والتكلفة، والتي ستُطلق في عام 2026 في الجيل التالي من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات ((BEV، ويصل مداها إلى 1,000 كلم في الشحنة الواحدة.
وتهدف شركة تويوتا من خلال إنشاء مصنع الهدروجين الجديد إلى تعزيز الأعمال عبر ثلاثة محاور رئيسية، هي: توطين البحث والتطوير والإنتاج في الأسواق الرئيسية، وتعزيز التحالفات مع الشركاء الرئيسيين لتوفير تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية بأسعار معقولة، وتعزيز القدرة التنافسية وتوفير التقنية.
من جهة أخرى، تستعد شركة تويوتا من خلال مصنعها الخاص بالهيدروجين لإطلاق نظام خلايا الوقود الهيدروجيني للجيل التالي من المركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين للاستخدام التجاري في عام 2026، والذي يعطي الأولوية لمدى استمرارية المركبة، وكفاءة تكلفتها، واستهلاكها المنخفض للوقود الهيدروجيني. ويستهدف هذا المصنع الذي أنشئ مؤخراً زيادة مدى القيادة بنسبة 20٪، ويحقق خفضاً في التكلفة بنسبة 37٪ من خلال التقدم التكنولوجي وكفاءة الحجم والتوطين.
وبينما تدرك شركة تويوتا الحاجة إلى نشر المركبات الكهربائية على نطاق واسع، فإنها تؤمن أيضاً بأهمية الإستراتيجيات المتنوعة التي تركز على تبني مزيج مثالي من المركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي والمركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية؛ وذلك للاستفادة بكفاءة من الموارد المحدودة. فعلى سبيل المثال، يمكن توزيع كمية الليثيوم اللازمة لصنع مركبة كهربائية واحدة تعتمد على البطاريات بسعة 100 كيلو واط، على ما يصل إلى ست مركبات “هايبرِد” كهربائية مزودة بتقنية الشحن الخارجي، وذلك نظراً لصغر حجم البطارية في هذا النوع من المركبات، مما يعني أنه يمكن تقليل الانبعاثات بشكل أكثر فعالية. ويُمكن استخدام نفس كمية الليثيوم هذه في تطوير 90 مركبة “هايبرِد” كهربائية بأسعار معقولة أكثر بكثير، لتحل بشكل فعال محل أكبر عدد من المركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق التقليدية والمتواجدة حالياً على الطرقات. وسيكون لتطبيق ذلك على نطاق أوسع تأثير أعلى بكثير في الحد من الانبعاثات مع تحسين استخدام موارد الليثيوم المحدودة. وبالتالي، بينما تهدف شركة تويوتا إلى تطوير المزيد من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) على المدى الطويل، فإنها توصي باعتماد مزيج من المركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية والمركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي، لا سيما في المناطق ذات البنية الكهربائية التحتية المحدودة.
هذا، وتركز شركة تويوتا أيضاً على تقنيات الوقود المنخفضة الكربون والمحايدة للكربون كجزء من نهجها المتعدد المسارات. ومن المهم ليس فقط التركيز على تعزيز اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق واسع من خلال بيع المركبات الجديدة، بل العمل على الحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن المركبات المتواجدة حالياً على الطرقات، والتي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية. ولذلك، تحرص شركة تويوتا على العمل والتعاون مع العديد من الشركاء، حتى من خارج قطاع صناعة المركبات. ففي اليابان، أنشأت سبع شركات خاصة، من بينها شركة تويوتا، رابطة لتعزيز البحوث المتعلقة بتقنية إنتاج الجيل الثاني من وقود الإيثانول الحيوي. وفي الولايات المتحدة، تعاونت شركة تويوتا مع شركة “إكسون موبيل” لاختبار الوقود ذي البصمة الكربونية المنخفضة، كما عملت مع شركة “شيفرون” على مشروع عرض تجريبي على الطرقات باستخدام مزيج متجدد من البنزين.
إن نهج شركة تويوتا المتعدد المسارات للتنقل المستدام يرسخ مكانتها كشركة رائدة في السعي إلى تحقيق الحياد الكربوني. فبدءاً من الاستثمار في مختبرات البطاريات ووصولاً إلى توسيع مجموعة المركبات الصديقة للبيئة واستكشاف تقنيات الوقود الفعالة، تواصل شركة تويوتا إرساء معايير جديدة في قطاع المركبات وإحداث تغييرات إيجابية فيه. وانطلاقاً من رؤيتها لمستقبل واعد، فإنها عازمة على إيجاد حلول تنقل مستدامة تعود بالنفع على كوكب الأرض وتثري حياة الناس في جميع أنحاء العالم.
[1] تشير المركبات الكهربائية إلى المركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية HEV، والمركبات الـ “هايبرِد” الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي PHEV، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات BEV، والمركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين FCEV.